2018/02/23 { فلنسلم قلوبنا ووجوهنا لله عزوجل وحده}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
الحمد لله حمداً كثيرا طيباً مباركاً فيه ، كما يحب ربنا ويرضى ، بما هو حقه من الأقوال الطيبات الجوامع ، والأعمال الصالحات الراضيات النوافع ، والصلاة و السلام على أول مُشَّفعٍ وأعظم شافع ، سيدنا محمد وعلى آله و صحبه ومن أحسن من كل تابع ، صاحب المقام المحمود ، والحوض المورود ، أكرم الموجود ، وإنسان عين الوجود ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، وأقام الحجة، وأوضح المحجة ، هدى إلى السبيل ، ولم يُبْقِ لقال ولا لقيل ، فقطع المعاذير ، ووقى المحاذير ، فاستحق منا كريم الثناء ، و جزاه الله تعالى عنا وعن سائر المسلمين خير الجزاء ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ، أيها الناس ، يا عباد الله : 
 
{ فلنسلم قلوبنا ووجوهنا لله عزوجل وحده}
 
الإسلام هو السبيل الأقوم ، عبادةً لله تعالى ، خضوعاً له - سبحانه - وحده ، لا شريك له ، خوفاً من عقابه ، ورجاءً في ثوابه ، مع الطمأنينة في القلب ، والرضا في النفس ، والاستقامة في السلوك ، والإحسان إلى العباد ، والإصلاح في الأرض ، مجانبةً للهوى ، واتباعاً للهدى ، ولزوماً للصلاح والصالحين ، وهجراناً للفساد والفاسدين ، إخلاصاً لله تعالى ، تحقيقاً للتوحيد ، وسعياً إلى رضوان العزيز الحميد ، نجاة من جهنم دار الشقاء الأكبر ، وفوزاً بالجنة والحوض والكوثر ، قال الله تعالى في سورة الحج : {ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين (34) الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (35)}، قال الإمام ابن كثير في تفسيره : (..{ فله أسلموا } أي: أخلصوا واستسلموا لحكمه وطاعته ،{ وبشر المخبتين } : قال مجاهد: المطمئنين، وقال الضحاك، وقتادة: المتواضعين. وقال السدي: الوجلين. وقال عمرو بن أوس : المخبتون: الذين لا يظلمون، وإذا ظلموا لم ينتصروا. وقال الثوري: { وبشر المخبتين } قال: المطمئنين الراضين بقضاء الله، المستسلمين له ) اهـ .
عباد الله :
والإسلام هو إسلام القلب والوجه لله تعالى ، وإذا أسلم العبد لله قلبه ووجهه ، حسن إسلامه ، فأسلم لله كل جوارحه ، فسلم هو ، وسلمت له دنياه ، وسلمت له آخرته كذلك ، قال جل وعلا في سورة لقمان :{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)  }. أخرج البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال : ( سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه : 
" إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبينها أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات ، استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا ولك ملك حمى ، إلا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " . 
وفي مسند الإمام أحمد عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ عَدَدَ أَصَابِعِي هَذِهِ أَنْ لَا آتِيَكَ أَرَانَا عَفَّانُ وَطَبَّقَ كَفَّيْهِ فَبِالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا الَّذِي بَعَثَكَ بِهِ ؟ . قَالَ :
 " الْإِسْلَامُ " .قَالَ : وَمَا الْإِسْلَامُ ؟. قَالَ : " أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَأَنْ تُوَجِّهَ وَجْهَكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَتُصَلِّيَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَحَدٍ تَوْبَةً أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ " . قُلْتُ : مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ ؟ . قَالَ : " تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ ، وَلَا تُقَبِّحْ ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ " . قَالَ : " تُحْشَرُونَ هَاهُنَا-وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَحْوِ الشَّامِ - مُشَاةً وَرُكْبَانًا وَعَلَى وُجُوهِكُمْ تُعْرَضُونَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَعَلَى أَفْوَاهِكُمْ الْفِدَامُ وَأَوَّلُ مَا يُعْرِبُ عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ " .
عباد الله ، أيها المؤمنون :
إسلام القلب والوجه لله يقطع اللجاج عند الخصومة ، ويقيم الحجة على المعاند ، كما أقام النبي صلى الله عليه وسلم الحجة على أهل الكتاب من اليهود والنصارى قال الله سبحانه في سورة آل عمران : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)  }. قال الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره المسمى ( معالم التنزيل ) : ( قوله تعالى: { فَإِنْ حَاجُّوكَ } أي خاصموك يا محمد في الدين، وذلك أن اليهود والنصارى قالوا لسنا على ما سميتنا به يا محمد إنما اليهودية والنصرانية نسب، والدين هو الإسلام ونحن عليه فقال الله تعالى { فَقُلْ أَسْلَمْت وَجْهِيَ لِلَّهِ } أي انقدت لله وحده بقلبي ولساني وجميع جوارحي، وإنما خص الوجه لأنه أكرم الجوارح من الإنسان وفيه بهاؤه، فإذا خضع وجهه للشيء خضع له جميع جوارحه، وقال الفراء: معناه أخلصت عملي لله { وَمَنِ اتَّبَعَنِ } أي ومن اتبعني أسلم كما أسلمت - إلى أن قال-  فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقال أهل الكتاب: أسلمنا، فقال لليهود: أتشهدون أن عيسى كلمة الله وعبده ورسوله قالوا: معاذ الله، وقال النصارى : أتشهدون أن عيسى عبد الله ورسوله ؟ قالوا : معاذ الله أن يكون عيسى عبدا ، فقال الله عز وجل { وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ } أي تبليغ الرسالة وليس عليك الهداية { وَاللَّه بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } عالم بمن يؤمن وبمن لا يؤمن ) اهـ .
أيها المسلمون :
وإسلام القلب والوجه لله عزوجل ، بالإخلاص في عبادته ، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم ، والتسديد في العمل ، وأن تخالق الناس بالخلق الحسن ، وأن تعاملهم المعاملة الكريمة ، لا سيما بطيب الكلام ، وإطعام الطعام ، فعن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمان معاذ بن جبل رضي الله عنهما ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : 
" اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " ، رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن . وفي مسند الإمام أحمد من طريق عبد الرزاق عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ تَبِعَكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ ؟ ، قَالَ : "حُرٌّ وَعَبْدٌ " ، قُلْتُ : مَا الْإِسْلَامُ ؟. قَالَ : " طِيبُ الْكَلَامِ ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ " ، قُلْتُ : مَا الْإِيمَانُ ؟ . قَالَ : " الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ " .قَالَ قُلْتُ : أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ ،قَالَ : " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " ، قَالَ قُلْتُ : أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " خُلُقٌ حَسَنٌ " ، قَالَ قُلْتُ : أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " طُولُ الْقُنُوتِ " .قَالَ قُلْتُ : أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ " ، قَالَ قُلْتُ : فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ " ، قَالَ قُلْتُ : أَيُّ السَّاعَاتِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : "جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ ، فَإِذَا صَلَّيْتَ صَلَاةَ الصُّبْحِ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ فِي قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا ، فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى تَرْتَفِعَ ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى تَمِيلَ ، فَإِذَا مَالَتْ فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ أَوْ تَغِيبُ فِي قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا " ) اهـ .
عباد الله : 
فلنخلص لله ربنا الدين ، ألا لله الدين الخالص ، ولنتوجه إليه بالدعاء ، ربنا نسألك وأنت السميع العليم الكريم ، أعظم من يجيب أن توفقنا يا مولانا للقيام بحقك والوفاء بعهدك والتصديق بوعدك ،والاستقامة في عبادتك وطاعتك ، وعداوة عدوك ، وولاية وليك ،والعمل بكتابك ، والاستنان بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، ولزوم طريق السلف الصالحين ،إلى يوم لقائك يوم الدين ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه سبحانه الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله جل وعلا ، وهو المحمود في كل حال ، والصلاة والسلام على نبيه محمد كريم الحسب والصحب والآل ، وعلى أهل بيته وأصحابه وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم المآل ، وأشهد أنه لا إله إلا الله ، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وبعد ، عباد الله أيها المؤمنون :
ومن إسلام القلب والوجه لله عزوجل ترك ما لا يعنيك ،فقد روى الإمام مالك في الموطأ عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وأخرجه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" .
أنتم بالإسلام خير الناس ، و أكرم الأمم عند الله عز وجل ، روى الترمذي في سننه  وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (آل عمران: 110 ){كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: " أَنْتُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ " .
فأبشروا ياعباد الله المسلمين بالجزاء العظيم لكم والثواب الحسن عند ربكم ، روى البخاري في الصحيح من حديث أبي هرىرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها " . فلتعملوا على أن تلحقوا بالقوم الصالحين ، ولا يلحق إلا من لزم الأثر ، فلم يلتفت يميناً ولا شمالا ، ولم تغره الدنيا دون الآخرة ، فمن ألهته فقد لها ، ولكنه يستعملها ولا تسعمله ، تراحموا في الدنيا ترحموا ، وتسابقوا للآخرة تسبقوا ، وارحموا العالمين ، اقبلوا الإحسان ، وتجاوزوا عن الإساءة ، فمن حاسب الناس حوسب ، ومن ضيق عليهم ضيق الله عليه ، ومن أحسن إلى العباد أحسن الله إليه ، كونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر ، أنتم لو خلقتم للدنيا لما متم ، ولكنكم للآخرة خلقتم ، وعلى ما تعملون تبعثون ، فاتقوا الله حق تقاته ، ولا توتن إلا وأنتم مسلمون ، فاتركوا أسماءكم التي بها تسميتم ، وأحزابكم التي لها تحزبتم ،فالله يصطفي من الناس من أخلص  لله ، ويقرب من تقرب إليه بهداه ، وطوبى لمن أتبع هواه لهده الله مولاه ، الله الله فيما جاءكم من الكتاب والسنة الله الله ، وإياكم والتألي على الله ، فهو سبحانه بيده الثواب والعقاب ، نسأله فضلاً منه وكرماً أن يجعلنا فيمن إليه أناب ،وتاب فيمن تاب ، فهذا الدرب لائح ، والصراط مستقيمُ واضح ، ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال :  {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .... اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن سائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين .اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، لما فيه إقامة دينك ، وصلاح البلاد والعباد ، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم اغفر لنا وآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وأعمامنا وعماتنا ، وأخوالنا وخالاتنا ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات،سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك،عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،   ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع