2018/08/03 {الحج إلى البيت الحرام ذكرٌ وذكرى}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)} الأحزاب . أما بعد، أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار، وبعد ، عباد الله ، أيها المسلمون : 
 
{ الحج إلى البيت الحرام ذكرٌ وذكرى}
 
العبادات في الإسلام - ومنها الحج - ذكرٌ لله وحده ، وذكرى للعابدين ، وشعورٌ منبعثٌ في القلب ، وآثار ذلك كله سلوكٌ مستقيم ، وخلقٌ كريم ، وأدبٌ عظيم ، ينتظم علاقة العبد بالله عز وجل ، كما يقيم ويمتن الصلات الاجتماعية ، ويعمق التواصل الإنساني ، ليس بين المسلمين أتباع الدين الواحد والملة والعقيدة والشريعة التي جاء بها محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فحسب ، بل وبين أتباع إخوانه الأنبياء والرسل من قبله كموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ؛ بل وبين البشرية جمعاء ، لذلك رأينا انسياح واتساع سلطان المسلمين وعظيم دولتهم في العصور الأولى ، لما كانوا مستمسكين بالإسلام حقاً ، صدقاً في يقين ، وعلماً في عمل ، ومعاملةً في سماحة ، وعدلاً في حكم ، حيث يدعوهم إلى طلب العلم والمعرفة والانتفاع بحقائق وعلوم الكون من حولهم ، مما مكنهم من الاطلاع بأعباء البشرية ، لاسيما مع تسليم الناس لهم ، وقد عرفوا منهم بسط العدل ورفع الظلم من أيٍّ كان ، وعلى أيٍّ كان .
 عباد الله أيها المؤمنون :
فلنستلهم من الحج التواصل الإنساني ، والحج العبادة الرائقة والراقية ، وهو الأثر العظيم لإبراهيم عليه السلام ، وهو أبو الأنبياء ، وإليه ينتسب موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وعليهم وبارك وسلم تسليما ، لا سيما ولأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أول من بنى البيت الحرام ، قال تعالى في سورة البقرة :{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128)}،قال الإمام ابن كثير رحمه الله : 
( واستدل به كثير ممن قال: " إن إبراهيم عليه السلام هو أول من بنى البيت العتيق ، وأنه لم يبن قبله " ، كما ثبت في الصحيح عن أبي ذر ( قلت : يا رسول الله، أي مسجد وُضعَ أول ؟ قال:"المسجد الحرام". قلت : ثم أي ؟ قال : "بيت المقدس" . قلت كم بينهما؟ قال : "أربعون سنة" ) اهـ . 
وكان البناء يا عباد الله بعد أن بين الله تعالى وأظهر مكان بيته المحرم لنبيه الكريم إبراهيم عليه السلام ، وأمره أن يؤذن في الناس بالحج ، قال تعالى في سورة الحج : 
{  وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) } ، قال الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي رحمه الله : [ ..{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ } أي: أعلم وناد في الناس، { بِالْحَجِّ } فقال إبراهيم وما يبلغ صوتي؟ فقال: عليك الأذان وعلي البلاغ، فقام إبراهيم على المقام فارتفع المقام حتى صار كأطول الجبال فأدخل أصبعيه في أذنيه، وأقبل بوجهه يمينا وشمالا وشرقا وغربا وقال: يا أيها الناس ألا إن ربكم قد بنى بيتا وكتب عليكم الحج إلى البيت فأجيبوا ربكم، فأجابه كل من كان يحج من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات لبيك اللهم لبيك ، قال ابن عباس: فأول من أجابه أهل اليمن فهم أكثر الناس حجا .. ] اهـ .
أيها المسلمون :
الحج إلى البيت الحرام تعظيماً لله تعالى وحده لا شريك له واجبٌ على من استطاع إليه سبيلا ، قال تعالى في سورة آل عمران : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) } ،  إذ أن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، فعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : 
( " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ "  فَقَالَ رَجُلٌ الْحَجُّ وَصِيَامُ رَمَضَانَ قَالَ لَا صِيَامُ رَمَضَانَ وَالْحَجُّ هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .أخرجه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد كلهم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً واللفظ لمسلم .
 والحج إلى البيت الحرام في البلد الحرام وفي الشهر الحرام فيه آياتٌ بينات ، ذكرٌ وذكرى ، وشعائر ومشاعر ، ونستطيع أن نقول إنه الصورة العملية العظمى التي تتجلى فيها حكمة الشعيرة ، وانضباط الشعور ، وسماحة التشريع ، فالحج عبادة جامعة بين المؤمنين ، الأنبياء ومن اتبعهم على هداية الله سبحانه ، منذ إبراهيم وإسماعيل وأبنائهما الأنبياء موسى وعيسى وإلى أن جاء النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم وأمته المسلمة إلى يومنا هذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه ومسلم وأحمد واللفظ للبخاري من طريق مُجَاهِدٍ قَالَ : ( ..كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ فَقَالَ إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ أَسْمَعْهُ قَالَ ذَاكَ وَلَكِنَّهُ قَالَ أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ إِذْ انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يُلَبِّي" .
إن الحج يا عباد الله من أكبر أواصر الصلة بين المسلمين إذ إنه يجمع الناس عرباً وعجماً الأحمر والأسود الرعاة الأمراء والعلماء والرعايا في هيئة واحدة  متذكرين من سبق من الأمم والأنبياء والصالحين وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وسلم وإبراهيم وإسماعيل صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي صعيد واحد بأمير الحج الواحد وإمام المسلمين الواحد وبهذا النداءٍ الواحدٍ : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) ، وينتج عن هذا التوحيد في العبادة وفي الأداء بين هاتيك المشاعر المقدسة في مكة بلد الله الحرام وحدانيةُ الشعور ، وصدق الإحساس ، وبه تكون هذه الأمة في حائط الإيمان والأمن والأمان . 
عباد الله : 
من أقبلَ على الله أقبل الله عليه ، ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه ، فعلى الله توكلوا ، وله أخلصوا ، ولنرفع أكف الضراعة بالابتهال ، اللهم فرج عنا الكروب يا علام الغيوب ، وارفع عظيم البلايا بجليل العطايا ، اللهم و اغفر لنا الذنوب والعيوب والآثام و الخطايا ، وأكرمنا لتدخلنا الجنة دار السلام ، أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمد من شكر ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للبشر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تنجيني وإياكم من سقر ، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وسلم رسولُه والتابعينَ الغُررِ وبعد ، عباد الله أيها المسلمون :
يفصل الله تعالى في الذكر الحكيم من المسائل ، ويبين أحكامه المستفادة ، فيقول الله في سورة الحج : { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}. 
أيها المسلمون :
وتتجلى سماحة التشريع في الحج في جواب النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المستفتين وهو على ناقته كما روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :  " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ وَهُوَ يُسْأَلُ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ قَالَ ارْمِ وَلَا حَرَجَ قَالَ آخَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ قَالَ انْحَرْ وَلَا حَرَجَ فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ افْعَلْ وَلَا حَرَجَ " . 
فالحمد لله ،لم يجعل عذراً لمعتذر ، هدانا السبيل ، وأقام الدليل ، ولم يدع قولاً لقائل ولا قيل ، إخوة الإسلام والإيمان .. ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال :  {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين- أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – وعن آله المرضيين ،وسائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، ربنا إنا نعوذ بك من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، ونعوذ بك ربنا من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ، ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، وإخوانه ولاة أمور المسلمين ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين ، واجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين ، ربنا واجعلنا من الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولأعمامنا والعمات ، ولأخوالنا والخالات ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، إنك سميع قريب مجيب الدعوات ، سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أنك وحدك لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك ، عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،  ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. 

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع