2018/08/24 خطبة الجمعة{ذكر الله في الأيام المعلومات}
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد  .. 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71}} الأحزاب .أما بعد ،فان أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار،وبعد ، عباد الله أيها المسلمون :
 
{ذكر الله في الأيام المعلومات}
 
الأيام المعلومات - أيها المسلمون - عيدكم أيها المسلمون وأيام التشريق الثلاثة ، شرع الله لنا أن نذكره فيها بالقول والعمل ذكراً خاصاً كلٌ منا بحسبه ، وما تعلق بعبادته ، وحده لا شريك له ، ففي يوم الأضحى ، نصلي ، ثم ننحر الأضاحي ، قال سبحانه في سورة الكوثر :{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) } ، قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير القرآن العظيم : ( فأخلص لربك صلاتك المكتوبة والنافلة ونَحْرَك ، فاعبده وحده لا شريك له ، وانحر على اسمه وحده لا شريك له. كما قال تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [الأنعام: 162 ، 163] ) . ولهذا جاء في سنن النسائي رحمه الله عن البراء بن عازب قال : سمعت رسول الله يقول : 
"  إن أول ما نبدأ به من يومنا هذا أن  نُصَلِّي ثم نرجع فنَنْحَر ، فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا ، ومن نحر قبل أن نُصَلِّي فإنما هو لحم قدَّمه لأهله ليس من النسك في شيء " ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، ويمتد النحر ويستمر الذكر أيام التشريق الثلاثة ، إلى وقت العصر من هذا اليوم المبارك ، قال جل وعلا في سورة الحج: { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) } ، فالحمد لله على هدايته ، وله الشكر على حسن توفيقه وعنايته ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد  .
عباد الله:
والسنة في كيفية التضحية: أخرج البخاري عن أَنَسٍ، قَالَ: ( ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا ) . والذبح كذلك للبقر ، وأما الإبل فتنحر ،  قال جل وعلا في سورة الحج : { وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) } وما شرع الله ذلك إلا لإقامة شعائره جل وعلا من ناحية ؛ ولنؤتي الحق في هذه الأضاحي أهله ، لنكون بذلك من المتقين ، فهو الغني سبحانه ، ونحن الفقراء ،قال تعالى في سورة الحج: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}. جعلنا الله وإياكم من عباده المحسنين
اللهم ربنا وفقنا لعبادتك وحدك لا شريك لك ، ولاتباع رسولك صلى الله عليه وسلم ، والرحمة بالعالمين ، واجعلنا من المقبولين ، حتى نلقاك وأنت راض عنا يا نعم المولى ويا نعم النصير . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم . 
 
الخطبة الثانية
 
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الحمد لله حمد الشاكرين ، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين ،  وعلى آله الأصفياء الصديقين ، وأصحابه الأتقياء المحسنين ، ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم اللهم آمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .أما بعد ، أيها المسلمون ، ياعباد الله : 
 ذكر الله في هذه الأيام وكل الأيام ، ويكون بالقلب واللسان والجوارح ، وذلك بعبادته علماً وقولاً وعملاً وحده ، فهو المستحق لأن نعبده ولا نشرك به شيئا ، هذا هو صراط الله المستقيم ، وهو الدين القيم ، قال سبحانه : { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} .
وفي كتاب الدعوات للبيهقي رحمه الله عَنْ نُبَيْشَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "  ، وصيغة التكبير في هذه الأيام ما جاء في شرح السنة للإمام البغوي وعليه عمل المسلمين إلى اليوم قال رحمه الله : ( .. أما التكبير أدبار الصلوات المفروضة، فمشروع يوم النحر ، وأيام التشريق ، في حق غير الحاج من الرجال والنساء ، من صلى منهم جماعة ، أو وحده ، وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه يبتدأ التكبير عقيب صلاة الصبح من يوم عرفة، ويختم بعد العصر من آخر أيام التشريق، وهو قول عمر، وعلي، وبه قال مكحول، لما روي عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان يصلي صلاة الغداة يوم عرفة، ثم يستند إلى القبلة، فيقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، ثم يكبر دبر كل صلاة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ".
وروى عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يكبر عقيب صلاة الغداة يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق دبر كل صلاة، يقول: " الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر ما هدانا " ) اهـ . الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .. عباد الله ..هداني وإياكم بالقرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم..ألا وصلوا على البشير النذير والهادي البدر المنير ، سيد الأولين والآخرين ، نبيكم محمدٍ عليه الصلاة والسلام ،.اللهم صل وسلم ، وبارك وأنعم ،على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك ومنك وكرمك، يا أرحم الراحمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما ، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروما ، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم ربنا يا الله إنا نسألك مما سألك منه نبيك محمدٌ صلى الله عليه وسلم  وعبادك الصالحون ،ونستعيذك مما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون ، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ، وأبنائنا وبناتنا ، وزوجاتنا وأزواجنا ،وأقربائنا وقريباتنا ، وأعمامنا وعماتنا ، وأخوالنا وخالاتنا ، وجيراننا وجاراتنا،وجميع المسلمين يارب العالمين اللهم ارحمهم ، اللهم اغفر لهم ، وانصرهم وارزقهم ، وشافهم وعافهم يا أرحم الراحمين ، اللهم ربنا وفقنا لما تحب وترضى ، وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك ، ولا تجعلها فيمن نابذك وعصاك ، اللهم احفظ ولي أمرنا بحفظك ، وارعه برعايتك ، واشمله بنصرك وتأييدك ، وإخوانه ولاة أمر المسلمين في سائر بلاد المسلمين ،اللهم اجمع شمل إخواننا المختلفين على ماتحب وترضى وبما تحب وترضى من النصح والنصيحة ، والطريقة المحكمة الحكيمة ، بما يفرح المسلمين ويغيظ  اللهم يا الله نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعل لنا خير الآخرة والأولى ،برحمتك يا أرحم الر احمين ، وصل اللهم وسلم وبارك وأنعم على نبيك محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع