2018/10/26 {علماء الإسلام هم ورثة النبي عليه الصلاة والسلام}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)} الأحزاب . أما بعد،فان أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبعد ،عباد الله ، يا أيها المسلمون:
 
{ علماء الإسلام هم ورثة النبي عليه الصلاة والسلام}
 
العلماء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هم علماء الإسلام ، وورثة النبي عليه الصلاة والسلام ، هم الذين بعلمهم بين الناس قائمون ، ولله وحده مخلصون ، ولرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طائعون ، ولأصحابه رضي الله عنهم بإحسانٍ متبعون ، ولمن جاء من بعدهم مستغفرون ، وللناس جميعاً بل للعالمين راحمون ، فهم للناس كالوالد للولد ، والطبيب للمريض ، وهم مصابيح الدجى ، إنهم علماء الإسلام ، قدوة المسلمين ، وأسوة العالمين ، للهدى منارات ، وللطمأنينة علامات ، ليسوا بالفاتنين ، ولا المفتونين ، أطيب الكلام كلامهم ، وأحسن الأخلاق أخلاقهم ، ينطقون بالخيرات ، ويهدون بالسنن والآيات ، ويرحم الله القائل :   العلم ميراث النبي كذا أتى ..في النص والعلماء هم ورَّاثُه
           ما خلف المختار غير حديثه ..فــينا فـذاك متاعــه وأثاثــه ..
العلماء - يا عباد الله - من عرفهم لازمهم فلزمهم ، ومن جهلهم عاداهم فنكرهم ، فالله الله فيهم ، تعظيماً وتكريما ، وتعديلاً وتقويما ، وتعلماً وتعليما ، وطاعةً واتباعا ، واستناناً واشتراعا ، فهم أهل الشورى في الأزمات ، والنجاة في المهلكات ، والتوحيد والتأليف في الخصومات ، يرقعون ما تخرق ، ويرفون ما تمزق ، بالناس يرفقون ، وللناس يتواضعون ، فهم أصحاب رسالة ودعوة ، لا بطالةً ولا دعوى ، والعلم يا عباد الله يورث الخشية من الله ، والعلماء أشد الناس خشية لله عزوجل فقد قال الله سبحانه فيهم : {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28 .
والعلماء هداة الناس إلى الخير ، وفي مسند أحمد عَنْ أَبِي حَفْصٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : "إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ فَإِذَا انْطَمَسَتْ النُّجُومُ أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ " .
وفي الموطأ للإمام مالك : ( بَاب مَا جَاءَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ أَوْصَى ابْنَهُ فَقَالَ يَا بُنَيَّ جَالِسْ الْعُلَمَاءَ وَزَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ كَمَا يُحْيِي اللَّهُ الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ السَّمَاءِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ أَوْصَى ابْنَهُ فَقَالَ يَا بُنَيَّ جَالِسْ الْعُلَمَاءَ وَزَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ كَمَا يُحْيِي اللَّهُ الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ السَّمَاءِ ) اهـ .
ومن العلماء يا عباد الله يؤخذ الإسلام بتفصيلاته في العقائد والشرائع والمعاملات والسلوك ، ومن قصص الرحلة في طلب العلوم الشرعية ما جاء في سنن أبي داود وابن ماجه عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : ( كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ " ) اهـ .
إخوة الإسلام ، يا عباد الله : 
خذوا الإسلام عن أهل الذكر العلماء ، لا يصلح أخذه عن غيرهم مهما بلغ كتابةً وأدبا ، وجاهاً و رتبةً ومنصبا ، فإن لكل علمٍ وفنٍ أهله الذي به يعرفون ، وفيه يبدعون ،  قال سبحانه وتعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43.  وقال جل وعلا :{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }الأنبياء7 .
يا عباد الله العلماء هم الوسط والعدل والهدى ،هم للناس جميعاً كالشمس في رابعة النهار ، منذ أن نزل الوحي وإلى يوم القيامة لا ينقطعون ، بعيداً عن الجهل والتعصب والتحزب والهوى ، ففي صحيح البخاري  عن عَبْدُ اللَّهِ بْن عَمْرٍو رضي الله عنهما يَقُولُ : ( سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ " . فَحَدَّثْتُ بِهِ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنه حَجَّ بَعْدُ فَقَالَتْ يَا ابْنَ أُخْتِي انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ لِي مِنْهُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْهُ فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِي فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَأَخْبَرْتُهَا فَعَجِبَتْ فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو )
وفي سنن الدارمي عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه : ( أَتَدْرِى كَيْفَ يَنْقُصُ الْعِلْمُ؟ قَالَ قُلْتُ : كَمَا يَنْقُصُ الثَّوْبُ وَكَمَا يَقْسُو الدِّرْهَمُ . قَالَ : لاَ ، وَإِنَّ ذَلِكَ لَمِنْهُ ، قَبْضُ الْعِلْمِ قَبْضُ الْعُلَمَاءِ ) اهـ.
وفيها أيضاً عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى الْجَعْدِ قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه :( تَعَلَّمُوا قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، فَإِنَّ قَبْضَ الْعِلْمِ قَبْضُ الْعُلَمَاءِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ وَالْمُتَعَلِّمَ فِى الأَجْرِ سَوَاءٌ ) اهـ. 
وفي الصحيح قال البخاري : ( كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتُبْهُ فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ وَلَا تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْتُفْشُوا الْعِلْمَ وَلْتَجْلِسُوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لَا يَعْلَمُ فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا ) اهـ .
أيها المسلمون :
هؤلاء العلماء للمسلمين والناس جميعاً كالوالد لولده ، رأفة ورحمة ، وهداية ودلالة على الخير ، ووقاية من الشر ، أعلى الله منزلتهم ، ورفع درجاتهم ، قال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11.
عباد الله : 
نسأل الله رب العالمين أن يجعلنا من أهل الطريقة المستقيمة ، ذوي الأخلاق الكريمة كما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هدي سلفنا الصالح رضي الله عنهم ، لننال خير الدنيا والآخرة ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
 
الخطبة الثانية   
الحمد لله ، الحمد لله حمد الشاكرين،ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضله وكرمه إنه أكرم الأكرمين.أما بعد :فإني أشهدكم أنه لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله،وبعد : عباد الله :
فيا إخوتي أيها العلماء و يا أيها المتعلمون الطالبون للعلم  ، فلنطلب العلم خالصاً للعلم والعمل لوجه الله تعالى غير مشيب بالشوائب والأهواء العصبية والحزبية الخارجة عن الأدب والوقار ، فقد روى ابن ماجة في سننه : عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّارُ " .
واعلموا أن العلماء ثلاثة فقد روى الدارمي في السنن : عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ قَالَ قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِىُّ : ( الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ : فَرَجُلٌ عَاشَ فِى عِلْمِهِ وَعَاشَ مَعَهُ النَّاسُ فِيهِ ، وَرَجُلٌ عَاشَ فِى عِلْمِهِ وَلَمْ يَعِشْ مَعَهُ أَحَدٌ ، وَرَجُلٌ عَاشَ النَّاسُ فِى عِلْمِهِ وَكَانَ وَبَالاً عَلَيْهِ )اهـ.
وروى الدارمي أيضاً عَنْ سُفْيَانَ قَالَ : ( كَانَ يُقَالُ الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ : عَالِمٌ بِاللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللَّهِ ، وَعَالِمٌ بِاللَّهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللَّهِ لاَ يَخْشَى اللَّهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْفَاجِرُ ) اهـ.
 إخواني أيها العلماء وطلاب العلم : ألا وإياكم والطمع ،فهو يضيع العلم فعَنْ سُفْيَانَ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ لِكَعْبٍ : مَنْ أَرْبَابُ الْعِلْمِ؟ قَالَ : الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ. قَالَ : فَمَا أَخْرَجَ الْعِلْمَ مِنْ قُلُوبِ الْعُلَمَاءِ؟ قَالَ : الطَّمَعُ ) اهـ.
إخوتنا يا أهل فلسطين ويا أهل الإسلام : 
أذكر نفسي وإياكم بهذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرآناً وسنةً ونقلاً عن السلف والخلف رحمهم الله فيالَهَفَاهُ : أين إخوانُنَا هؤلاء ؟!.. عنيت الوالغين في الأَعْرَاض ، لا يتقون الله في إخوانهم ، لا يفتر لهم لسان ، ولا يسكن لهم جَنَان ، الشتم والسباب شعارُهم ، والبطلان والبهتان دثارُهم ، ديدنهم القدح ، وشغلهم الفضح ، الريب دعواهم ، والعيب سيماهم  ، ألا يسمعون ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أحبكم إليَّ أحاسنُكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم إليَّ المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبرآء العيب " ) رواه الطبراني في الصغير والأوسط .
 واعلموا أن البركة مع الأكابر ذَوِيْ الأسنان أَتْبَاعِ السُّنن ، لا مع الأحداث الأصاغر الذين هم أهل الابتداع واتِّبَاعِ السَّنَن ، ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " البركة مع أكابركم "  رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم . ألا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى ، والرسول المرتضى صفوة الخلائق أجمعين ، سيد الأولين والآخرين ، من بطاعته صلاحُ الدنيا وزكاةُ الدين ، محمدٍ بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنه وكرمه سبحانه إنه أكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وانصر بفضلك عبادك المؤمنين ، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، اللهم فرج همومنا ونفس كروبنا ويسر أمورنا واشرح صدورنا ، اللهم إنا ندعوك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا ، اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وشماتة الأعداء ، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم ربنا آمنا من الخوف ، وأطعمنا من الجوع ، واكسُنا من العري ، أغننا ربنا من الفقر ، واهدنا من الضلال ، وبصرنا من العمى ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم إنا نعوذ بك من الجبن والبَخَل ، والعجز والكسل ،وغلبة الدين وقهر الرجال ، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً ، وعملاً صالحاً ، وقلباً خاشعاً ، ولساناً ذاكراً ، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ، وعمل لا يرفع  ، وقلب لا يخشع ، وعين لا تدمع ، ودعاءٍ لا يسمع ، اللهم انصرنا بالسنة والدين ، وانصر بنا السنة والدين ، وفق يا إلهنا ولي أمرنا في فلسطين ، وجميع ولاة أمر المسلمين ، وإخوانهم ومعاونيهم على الصراط المستقيم ، أصلح ربنا بهم الدين والدنيا ، ليصلحوا في بلادك ، وليعدلوا بين عبادك ، اللهم ألف بين المتخاصمين منا بما ألفت به بين عبادك المؤمنين ، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم اغفر لنا ولأجدادنا وجداتنا ، وآبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا ، وأبناءنا وبناتنا ، وأقرباءنا وقريباتنا ، وجيراننا وجاراتنا ، والمسلمين أجمعين والمسلمات ، وصلَّى الله وسلم وبارك على نبينا محمد آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وعنا معهم برحمتك يا ارحم الراحمين .

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع