2018/11/16 {حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الإيمان}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
الحمد لله الكبير المتعال ، سبحانه ذي الكبرياء والجلال ، هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ، سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله النبي العربي ، البدر الأنور المتلالي ، وعلى آله الأطهار معدن الشرف العالي ، وعلى صحبه الأخيار ذوي القدر الغالي ، صلاةً وسلاماً تامين دائمين ، حقاً وصدقاً لا مين ، ..وبعد ، أيها المؤمنون ، يا عباد الله :
 
{حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  من الإيمان}
 
من الإيمان حب الله تعالى وطاعته عز وجل ، و يصدق ذلك حب المؤمنين واتباعهم رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى في سورة آل عمران :{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}، وهؤلاء أهل المحبة والطاعة ، قال الله سبحانه فيهم في سورة النساء :{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)}، وفي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أنس بن مالك : ( أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم:متى الساعة يا رسول الله ؟..قال: " ما أعددت لها "؟.. قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ، ولا صوم ، ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله قال: " أنت مع من أحببت " ) ، وزاد في رواية مسلم : ( ..قال أنس : فما فرحنا بشيءٍ فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:{أنت مع من أجببت } قال أنس : فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل أعمالهم ) اهـ .
أيها المسلمون :
وقد كانت النبوة في في علم الله للنبي صلى الله عليه وسلم عند تخليق آدم عليه السلام ، وفي مسند الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: " وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ " ، والنبي صلى الله عليه وسلم هو نبيُّ الإنسانية كلها ، إذ ابتعثه الله بالرسالة رحمةً للعالمين ، بشرٌ ولد في خير العرب ، قال الله تعالى : { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}(الكهف: 110) . اصطفاه الله بالرسالة والنبوة كما اصطفى إخوانه من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، إلا أنه قد ختمت به النبوة ، وأمرت العرب وجميع الأمم بالإيمان به واتباعه عند مبعثه، فلا يقبل الله أحداً يعاديه وينكر نبوته صلى الله عليه وسلم ، فهذا عيسى عليه الصلاة والسلام يقول الله تعالى عنه في (6/سورة الصف) :{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}.
وهكذا كل الأنبياء عليهم السلام وجب عليهم وعلى أتباعهم من بعدهم الإيمان بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ونصرته ففي سورة آل عمران الآيات (  81، 82، 83) قال الله جل وعلا :  { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) }.وفي مسند أحمد ومصنف ابن أبي شيبة واللفظ للإمام أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ فَقَالَ : " أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً ،لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي " اهـ . والنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك هو من أبٍ وأمٍ كسائر الناس ، من أبيه عبد الله وأمه آمنة ، وفي الحديث عند ابن ماجة عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : (  أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فكلمه فجعل ترعد فرائصه فقال له : " هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد " ) اهـ .صححه الألباني ، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله ". ( لا تطروني) من الإطراء ،وهو الإفراط في المديح ومجاوزة الحد فيه،وقيل:هو المديح بالباطل والكذب فيه،(كما أطرت النصارى ابن مريم) أي بدعواهم فيه الألوهية وغير ذلك .
إخوة الإسلام وأتباع الإيمان :
قال تعالى الله تعالى في سورة الأعراف الآيات ( 157، 158) :{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) }، والاتباع يكون بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا بمعصيته ، في الاعتقاد والعبادة والمعاملة والأخلاق ، وبالإنصاف مع الأعداء ، وبالإحسان مع المسلمين والناس أجمعين ، سواءً في حال الرضا وفي حال الغضب ، لا نخرج عن الشريعة ولا عن السنة ، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها وهي زوجه صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد قال رحمه الله : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : (  أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }، قُلْتُ : فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَبَتَّلَ قَالَتْ لَا تَفْعَلْ أَمَا تَقْرَأُ :{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }، فَقَدْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وُلِدَ لَهُ ) اهـ .
 ، ولذلك لم يعهدوا عليه صلى الله عليه وسلم إلا محاسن الأخلاق والأعمال ، وكريم الصفات والأفعال ، بل كان لا يزيد مع الإيذاء إلا صبراً ، ولا مع إسراف الجاهل إلا حلماً، وكان كما تقول عائشة رضي الله عنها، لا ينتقم لنفسه أبداً، وقد كان من دعائه ماحكى الإمام النووي في شرحه على مسلم قال : ( ..ولم يكن – يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحشًا ولا لعّانًا ولا منتقمًا لنفسه، وقد قالوا له: ادعُ على دَوس فقال: " اللهم اهد دوسًا " وقال: " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " ) اهـ .
بارك الله لي ولكم يا عباد الله في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، و هدي سيد المرسلين وقوله القويم .. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على ما هدى وكفى ووقى ، فله سبحانه الفضل والمنة في الآخرة والأولى، والصلاة والسلام على محمد النبي المرتضى ما ذكر الله الذاكرون ، وشكره سبحانه الشاكرون ، وعلى آله الأصفياء ، وأصحابه الأتقياء ، ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنه وكرمه اللهم آمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .أما بعد :
الاحتفال الحقيقي بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بالتخلق بأخلاقه ، فهو صلى الله عليه وسلم في يوم الفتح -فتح مكة-لم ينتقم صلى الله عليه وسلم ممن عادوه وآذوه بل كان موقفه صلى الله عليه وسلم من قومه يوم فتح مكة يدل على هذا، فقد عفا عنهم، وجاء في رواية البيهقي في السنن الكبرى: (  .. ثُمَّ أَتَى الْكَعْبَةَ أي النبي -صلى الله عليه وسلم-  فَأَخَذَ بِعِضَادَتَىِ الْبَابِ -حلقتي الباب باب الكعبة - فَقَالَ :« مَا تَقُولُونَ وَمَا تَظُنُّونَ » -يخاطب أهل مكة -. قَالُوا : نَقُولُ ابْنُ أَخٍ وَابْنُ عَمٍّ حَلِيمٍ رَحِيمٍ قَالَ وَقَالُوا ذَلِكَ ثَلاَثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« أَقُولُ كَمَا قَالَ يُوسُفُ {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" }. قَالَ فَخَرَجُوا كَأَنَّمَا نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ فَدَخَلُوا فِى الإِسْلاَمِ ) اهـ  ، لما رأوا حسن المعاملة ومقابلة الإساءة بالإحسان من النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجوا وكأنما نشروا من القبور من خوف الموت والهلاك وحينئذٍ دخلوا في الإسلام وشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن هذا الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عباد الله ، أيها المؤمنون:
أقول لكم فلتحتفلوا ، ولكن عليكم السنة السنة والسبيل السبيل ، سنة محمدٍ صلى الله عليه وسلم وسبيل المؤمنين كما قال الله تعالى :( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ، عرفتم فالزموا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، المسلمون كلهم أمة واحدة ومن هنا لا بد أن نرجع إلى المعاني القرآنية والنبوية التي جعلها الله في كتابه أو نطق بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن نرجع عن المعاني التي خالفت كتاب الله وخالفت سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
فلتصلوا ولتسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ، فقال :  {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم فصلِّ وسلم على محمد وآله الأكرمين ، وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم- ربنا آتنا في الدنيا حسنةً ، وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، اللهم اجمع شتاتنا ، ووحد صفنا ، واجبر كسرنا ، اللهم قد مسنا الضر والأذى ، وأنت بنا أرحم، اللهم فوفق اللهم المختلفين منا ليأتلفوا، والمتفرقين عزين ليكتنفوا ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولأعمامنا والعمات ، ولأخوالنا والخالات ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات،سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك،عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،  ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع