2019/08/30 {عام ينتهي وعام يبتدي}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)  }الأحزاب .أما بعدُ، فإن أصدق الحديث كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار، وبعد ، أيها المسلمون :  
 
{ عام ينتهي وعام يبتدي}
 
الزمان بليله ونهاره وسنيه وأعوامه من خلق الله ، وقد قال الله تعالى في سورة التوبة: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) } ، هذا عام من أعمارنا بأعمالنا ينتهي ، وتطوى صحائفه إلى يوم القيامة ، السعيد فيه فمن الله بهداه اهتدى ، والشقي فيه فمن الشيطان هواه به هوى ، لكن الله يمد في الأجل ، ويتيح لعبده العمل ، ويشرع باب التوبة ، ويرغب عباده في الأوبة ، فقد أقبل عام جديد ، صحائفه منشوره ، وأعمالكم فيه ظاهرة منظورة ، والكيس من دان نفسه ، فلم تغره الدنيا بشهواتها ، وخشى من الفوت ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، يا عباد الله فلنتصفح أعمالنا الماضية ، ولنأخذ منها العِبرة ، ولنسكب العَبرة ، فما أسأنا فلنصلح ، وما أحسنا فلنزدد ، ولا نسوف ، ولا نؤجل ، فخير البر عاجله ، وما ضاع العمل إلا بطول الأمل ، والله أقرب إلينا من حبل الوريد ، والملكان عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ، فالجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، وللنار مثل ذلك ، وفي الصحيح عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ " اهـ ، رواه البخاري وقد رواه الإمام أحمد في مسنده كذلك .
وهذا المعنى كان الصحابة رضي الله عنهم يصطحبونه في وجدانهم فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : (  لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا قُلْتُ يَا أَبَتِ كَيْفَ تَجِدُكَ وَيَا بِلَالُ كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَتْ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ :
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ * وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ يَقُولُ :
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً * بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ (مَجِنَّةٍ) * وَهَلْ تَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
قَالَتْ عَائِشَةُ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ اللَّهُمَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ " .
عباد الله أيها المؤمنون :
وقد مضى يا عباد الله العام الفائت بما مضى به ، وأقبل هذا العام بما أقبل ، وندعو ربنا اللهم فاغفر لنا ما مضى ، وأصلح لنا ما أتى ، لكن ياعباد الله لا يصلح الدعاء مالم يصلح العمل ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا العلم والعمل جميعا ،  
والواجب علينا أن نكون مع نبينا صلى الله عليه وسلم علما وعملا ، فمن تبعه في الدنيا فهو يتبعه في الآخرة ، قال سبحانه في سورة الأعراف: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) } ، ولهذا كان الصحابة يخشون أن لا يكونوا في رفقته في الجنة ، فيدلهم على أن المتابعة والموافقة هي أقوى أسباب المرافقة في الجنة ، فقد أخرج الإمامان مسلم وأبو داود عن ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه - قال : ( كنتُ أبيتُ مع رسولِ الله ، فآتيه بوَضوئه وبحاجته ، فقال لي : " اسألني " ، فقلتُ : إني أسألك مرافَقتكَ في الجنة ، قال : " أوَ غيرَ ذلك " ، قلتُ : هو ذاك ، قال : " فأعِنِّي على نَفْسِك بكثرةِ السجود :.
إخوة الإسلام والإيمان :
في قول الله تعالى في سورة التوبة: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) }. روى الإمام البخاري في الصحيح عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع  : ( إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )  ، ومن هذا يتبين لنا أن شريعتنا تقوم أحكامها على هذه السنة المبتدأة بشهر الله المحرم ، والتى تدور أيامها ولياليها على مقتضى الشهور القمرية . ليس الشمسية ، فحجنا في أشهر الحج الثلاثة شوال وذي القعدة وذي الحجة ، وصيامنا في رمضان ، والعام أو الحول المشترط في زكاة الأموال إنما هو الحول بهذه المثابة وكذلك أعيادنا الإسلامية الفطر والأضحى ، وتاريخنا إنما كان أرخ أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه والمسلمون من بعده بذلك ، فديننا وعقيدتنا واستقامة أحكامنا تكون بمقتضى هذا التاريخ بالعام القمري والسنة الهجرية بشهورها العربية . ولا بأس باستعمال التوقيت الشمسى في أمور الدنيا من زرع وضرع وحرث وبناء وغرس وغير ذلك مما لا يستقيم عمل الدنيا إلا به فنحن المسلمين ننشد الخير حيث كان ما دام فيما أباحه الله وشرعه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من طريق أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع أصواتاً فقال :" ما هذا " ؟ قالوا : يُلْقِحُون النخل .فقال : " لو تركوه فلم يُلْقِحُوه لصلح " . فتركوه فلم يُلْقِحُوه فخرج شيصاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" ما لكم "؟ قالوا: تركوه لما قلت.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان شيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم به ، فإذا كان من أمر دينكم فإلي " . قال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
قال الإمام القرطبي : ( .. هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب ، دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط وإن لم تزد على اثني عشر شهرا ، لأنها مختلفة الأعداد ، منها ما يزيد على ثلاثين ومنها ما ينقص ، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين وإن كان منها ما ينقص ، والذي ينقص ليس يتعين له شهر ، وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج ) اهـ .
عباد الله :
هذا صراط الله المستقيم قائم بالحجة ، وهو بين لائح واضح المحجة ، فمن اهتدى أطاع مع الطائعين ، هم سبقوه من قبله ، وهم باقون من بعده ، لا يجدى اللجاج ، ولا ينفع الاحتجاج ، أسلمنا لك رب العالمين مع المسلمين ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كافياً وافياً بكلِّ لسان ، يكافي بالشكر ما أكرم وأنعم ، ويوافي بالذكر ما أسبغ وأتمم ، والصلاة والسلام عظيماً على النبي محمدٍ ما ذكر الله الذاكرون ، وشكره سبحانه الشاكرون ، سرمداً أبدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، أما بعد ، أيها المسلمون : 
العمل براً أو فجوراً يعظم بعظم الزمان والمكان أيضاً فوق عظمه في نفسه ، وفي حديث أبي بكرة رضي الله عنه في حجة الوداع من رواية الإمام أحمد في المسند قال صلى الله عليه وسلم : (.. " أي يوم هذا؟ " .قلنا : الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا إنه سيسميه بغير اسمه قال  : أليس يوم النحر قلنا :بلى ثم قال: أي شهر هذا قلنا : الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا إنه سيسميه بغير اسمه فقال :أليس ذا الحجة قلنا: بلى ثم قال: أي بلد هذا قلنا :الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا إنه سيسميه بغير اسمه قال: أليست البلدة قلنا :بلى قال :فإن دماءكم وأموالكم ، - قال : وأحسبه قال - وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا لا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض ،ألا هل بلغت ؟ ،ألا ليبلغ الشاهد الغائب منكم ، فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من يسمعه " . قال محمد : وقد كان ذاك قال قد كان بعض من بلغه أوعى له من بعض من سمعه  ) اهـ .
ألا رحم الله تلك النفوس التي أزهقت فجورا ، والدماء التي سفكت ظلماً من قبل ومن بعد ، حتى ما كان قبل يومين ، فإن من يطع الرسول فقد أطاع الله ، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي طاعة سنته لقد مضى صلى الله عليه وسلم وترك لنا هذا الدين الإسلام ، وترك لنا هذه السنة التي هي طريقته في عبادة ربه تبارك وتعالى ، وقال عليه الصلاة والسلام موصياً المسلمين: " فمن رغب عن سنتي فليس مني "  ، ألا فلنتق الله سبحانه ، موحدين لله تعالى ، مستقيمين على هداية نبيه صلى الله عليه وسلم ، عاملين بوصيته المسلمين في حجة الوداع ، فالله لا يحب الفساد ، ولنعظم لله حرماته ، فنجتمع على إمامنا في فلسطين لنقطع دابر الخلاف ، ونحقق للوطن وحدته ، وللشعب مراده ، وللقضية صولتها ، ونصرها المبين ، راحمين الخلائق ، حفظاً للحرث والنسل ، والأنفس والأموال ، والأعراض والأديان ، للمسلمين وللناس أجمعين ، عندئذٍ نسعد في الأولى والآخرة ، ولنضرع إلى الله وما كان لله فهو أبقى ، اللهم ربنا أعنا بذكرك على شكرك ، وبطاعتك على معصيتك ، وبالتذلل إليك على العزة بك ، وعلى القرب منك بالقرب من ضعفاء عبادك ، وعلى السعي للآخرة بالزهد في الأولى ، اللهم ارزقنا حلاوة مناجاتك ، وأذقتا ربنا لذة عباداتك ..إنك سميع الدعاء ، اللهم من أصبح بك مؤمناً فمن الإيمان زده ، وشارداً فإلى الصراط المستقيم أعده ، أو مبتلىً فعافه ، أو عليلاً فشافه ، أو طريداً فآوه ، أو سائلاً فأعطه ، أو فقيراً فأغنه ، أو مقلاً فأقنه ، إنك الجواد الرحمن الرحيم 
هداني وإياكم بالقرآن كتاب الله العظيم ، والحكمة سنة النبي العربي الكريم ، ألا وصلوا على البشير النذير ، و البدر السراج المنير ، سيد الأولين والآخرين ، وقائد الغر المحجلين ، اللهم صل وسلم ، وبارك وأنعم ،على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك ومنك وكرمك، يا أرحم الراحمين ، اللهم أعز الإسلام و المسلمين ، واحم حوزة الدين ، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما ، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروما ، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم اهد التائهين ، واغفر للمذنبين ، ورد الضالين ، اللهم تب على العصاة من أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم الخطائين المخطئين ، وارحم اللهم عبادك أجمعين ، اللهم إنا نستعيذ بك من شرور أهل الشرك والفساد ، والكفر والعناد ، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ،  اللهم أعزنا ولا تذلنا ، اللهم ارفعنا ولا تضعنا ، اللهم أغننا ولا تفقرنا ، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا ، اللهم خذل لنا ولا تخذلنا ، اللهم ربنا يا الله إنا نسألك مما سألك منه نبيك محمدٌ صلى الله عليه وسلم  وعبادك الصالحون ،ونستعيذك مما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون ، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ، وأجدادنا وجداتنا ، وأزواجنا وأبنائنا وبناتنا ، وأعمامنا وعماتنا ، وأخوالنا وخالاتنا ، وأقربائنا وقريباتنا ، وجيراننا وجاراتنا، وجميع المسلمين يارب العالمين ، اللهم ربنا وفقنا لما تحب وترضى ، وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك ، ولا تجعلها فيمن نابذك وعصاك ، اللهم احفظ ولي أمرنا بحفظك الأئمة المسلمين ، وارعه برعايتك أوليائك المتقين ، واشمله بنصرك وتأييدك السابقين الأولين ، اللهم وفقه وإخوانه ولاة أمر المسلمين وخذ بأيديهم لسياسة الدنيا وحراسة الدين ، وارزقهم البطانة الصالحة التي تأمرهم بالخير وتحثهم عليه ، وجنبهم البطانة السيئة التي تأمرهم بالشر وتحثهم عليه ، اللهم يا الله نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعل لنا خير الآخرة والأولى ،برحمتك يا أرحم الر احمين ، وصل اللهم وسلم وبارك وأنعم على نبيك محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين .

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع