2019/12/27 {المؤمنون،عباد الله، رضي عنهم، ورضوا عنه}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 ،{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)} الأحزاب ، أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبعد ، عباد الله ، أيها المؤمنون : 
 
{ المؤمنون، عباد  الله، رضي عنهم ، ورضوا عنه}
 
الإيمانُ قولٌ كريمٌ وعملٌ صالحٌ مستقيم ، إيماناً بالله ، إنه الرحمن الرحيم ، رب العالمين ، والمؤمنون عباد الله رضي الله عنهم ، ورضوا عنه ، فأكرِم بهم ، آمنوا به وحده لا شريك له ، وعملوا الصالحات ، فكانوا هم خير البرية ، فأثابهم عنده جنات عدنٍ خير الجزاء ، تشريفاً وتعظيماً لهم ، فقال جل وعلا : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)  } ، المؤمنون عباد الله رضي الله عنهم ، ورضوا عنه ، فأكرِم بهم ، منهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، هم أعلاهم كعبا ، وأزلفهم عند الله قربا ، سبقوا ، فآمنوا بالله تعالى ، وبرسوله صلى الله عليه وسلم ، وبذلوا لله تعالى نفوسهم وأموالهم ، قال تعالى في سورة التوبة : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)  } .
أيها المسلمون :
من قصص السابقين من المهاجرين والأنصار الذين باعوا لله نفوسهم أنسُ بن النضر رضي الله عنه ، وهو عم ُّأنس بن مالك الأنصاري ، رضي الله تعالى عنهم أجمعين ؛ فقد روى الشيخان البخاري ومسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، قال : ( غاب عمي أنس بن النضر - رضي الله عنه - عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله ، غبت عن أول قتال قاتلتَ المشركين ، لئن اللهُ أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحدٍ انكشف المسلمون ، فقال : اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني :أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني : المشركين - ثم تقدم ، فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ ، الجنة ورب الكعبة إني أجد ريحها من دون أحد ، قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ! قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف ، أو طعنة برمح ، أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل ، ومثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه ، قال أنس:كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه :{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }[ الأحزاب : 23] إلى آخرها ، متفق عليه  ، ومن قصص الأنصار كذلك ما روى النسائي في السنن عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، فَقَالَ: «مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللهُ؟»، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئِ السِّرَاجَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ، فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ، قَالَ: فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " قَدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ " .
أيها الناس ، يا عباد الله : 
المؤمنون السابقون من المهاجرين والأنصار ، عباد الله رضي الله عنهم ، ورضوا عنه ، فأكرِم بهم ، إنهم تربوا في كنف النبوة ، كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علموا أن الله هو الغني جل وعلا ، وأنهم إليه وحده فقراء ، وهو القوي سبحانه وأنهم إليه وحده ضعفاء فهو الذي خلقهم ، ولم يكونوا شيئا ، وهو الذي هداهم ، وكانوا لا يعلمون شيئا ، وهو الذي أمدهم بأسباب الحياة فرزقهم ، وكانوا لا يملكون شيئا ، الفضل له وحده ، أولاً وآخرا ، وظاهراً وباطنا ، فالله إلهٌ واحدٌ ، لا شريك له ، ربُّ العالمين ،  إنهم عباد الله رضي الله عنهم ، ورضوا عنه ، عبدوا الله وحده ، ولم يشركوا به شيئاً ، موقنين طائعين لقوله سبحانه في سورة الذاريات :{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) } ، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه رضي الله عنهم الإيمان بالقول المصدق بالعمل ، فقد روى النسائي في الكبرى وابن حبان في صحيحه من حديث سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: فانطلقنا معه ، فلما طعم النبي صلى الله عليه وسلم وغسل يديه قال:  " الحمد لله الذي يُطْعِمُ ولا يُطْعَم ، ومن علينا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا ، وكلَّ بلاءٍ حسنٍ أبلانا ، الحمد لله غيرَ مودَّع ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغنىً عنه ، الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام ، وسقانا من الشراب ، وكسانا من العري ، وهدانا من الضلال، وبصرنا من العمى ، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا الحمد لله رب العالمين" ) اهـ .
 وروى الإمام أحمد وابن ماجة واللفظ له عن حبةَ وسواءَ ابني خالد، قالا : ( دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يعالج شيئا ، فأعناه عليه ، فقال : " لا تيأسا من الرزق ما تهززت رءوسكما ، فإن الإنسان تلده أمه أحمر ، ليس عليه قشر ، ثم يرزقه الله عز وجل" .
أيها المؤمنون :
عبادٌ أخلصوا لله فرضي الله عنهم ، ورضوا عنه ، فأكرم بهم طالباً ومطلوباً ، روى الإمام البيهقي في شعب الإيمان بسنده إلى أبي عثمان سعيد بن إسماعيل، يقول: 
( صدق الإخلاص نسيان رؤية الخلق لدوام النظر إلى الخالق، والإخلاص : أن تريد بقلبك وبعملك وعلمك وفعلك رضا الله تعالى خوفا من سخط الله، كأنك تراه بحقيقة علمك بأنه يراك ، حتى يذهب الرياء عن قلبك، ثم تذكر منة الله عليك ، إذا وفقك لذلك العمل حتى يذهب العجب من قلبك ، وتستعمل الرفق في عملك حتى تذهب العجلة من قلبك ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما جعل الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه " ) .
عباد الله : 
هذا سبيل الإيمان الحق ، والعمل الصالح ، دونكم مقعد صدق عند مليك مقتدر ، من صدق الله صدقه ، وهداه سبيل المؤمنين ، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، فكان في الآخرة مع أهل الصراط المستقيم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله ، وكفى بالله عليما ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
 
 
 
 
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً طيبا ، كما يليق بجلاله ، وينبغي لكماله ، والصلاة والسلام على محمدٍ  وآله وأصحابه وابلاً صيبا ، وعلى من اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله أما بعد ، أيها الناس ، يا عباد الله:
عبادٌ رضي الله عنهم ، ورضوا عنه ، فأكرم بهم ، هم الصادقون ، استحقوا الجنات خالدين أبدا ، وفيهم قال تبارك اسمه في سورة المائدة : {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) } .
هم الصادقون صَدَقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، بالإيمان خالصاً من قلوبهم ، واتبعوا رضوانه من الاعتقادات والأقوال والأعمال ، كلفهم ما كلفهم ، فعن شداد بن الهاد - رضي الله عنه - : ( أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فآمن به واتبعه ، ثم قال : أهاجر معك ، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ، فلما كانت غزاة ، غنم النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، فقسم وقسم له ، فأعطى أصحابه ما قسم له ، وكان يرعى ظهرهم ، فلما جاء دفعوه إليه ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قَسْمٌ قسم لك النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذه ، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما هذا ؟ قال : " قسمته لك " ، قال : ما على هذا اتبعتك ، ولكن اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا - وأشار إلى حلقه - بسهم فأموت ، فأدخل الجنة ، فقال : " إن تصدق الله يصدقك " ، فلبثوا قليلا ، ثم نهضوا في قتال العدو ، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أهو هو " قالوا نعم ، قال : " صدق الله فصدقه " ، ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته ، ثم قدمه فصلى عليه ، فكان مما ظهر من صلاته : " اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك ، فقتل شهيدا ، أنا شهيد على ذلك ". أخرجه النسائي . 
عباد الله : فلنخلص لله ربنا الدين ، ألا لله الدين الخالص ، فأبشروا يا عباد الله المسلمين بالجزاء العظيم لكم والثواب الحسن عند ربكم ، ولتعملوا على أن تلحقوا بالقوم الصالحين ، ولا يلحق إلا من لزم الأثر ، فلم يلتفت يميناً ولا شمالا ، ولم تغره الدنيا دون الآخرة ، فمن ألهته فقد لها ، ولكنه يستعملها ولا تسعمله ، تراحموا في الدنيا ترحموا ، وتسابقوا للآخرة تسبقوا ، وارحموا العالمين ، اقبلوا الإحسان ، وتجاوزوا عن الإساءة ، فمن حاسب الناس حوسب ، ومن ضيق عليهم ضيق الله عليه ، ومن أحسن إلى العباد أحسن الله إليه ، كونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر ، أنتم لو خلقتم للدنيا لما متم ، ولكنكم للآخرة خلقتم ، وعلى ما تعملون تبعثون ، فاتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، فالله يصطفي من الناس من أخلص  لله ، ويقرب من تقرب إليه بهداه ، وطوبى لمن أتبع هواه لهده الله مولاه ، الله الله فيما جاءكم من الكتاب والسنة الله الله ، وإياكم والتألي على الله ، فهو سبحانه بيده الثواب والعقاب ، نسأله فضلاً منه وكرماً أن يجعلنا فيمن إليه أناب ،وتاب فيمن تاب ، فهذا الدرب لائح ، والصراط مستقيمُ واضح ، ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال :  {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .... اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن سائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين .اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، لما فيه إقامة دينك ، وصلاح البلاد والعباد ، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم اغفر لنا وآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وأعمامنا وعماتنا ، وأخوالنا وخالاتنا ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات،سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك،عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،   ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع