2020/02/14 {العبادة الحق بالاستعانة بالله والصبر مع المؤمنين}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71) } الأحزاب .أما بعدُ، فإن أصدق الحديث كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار ، وبعد ، عباد الله :
 
{ العبادة الحق بالاستعانة بالله والصبر مع المؤمنين}
 
العبادة الحقُّ ذلك الدين القيم ، وهو الإيمان الحقُّ ، في الدنيا به النجاةُ من النار ، وبه الفوزُ بالجنة ، وفي الدنيا به الحياة الطيبة ، والنصر على الأعداء ، ذلك الدين القيم من الله أمرا ، ولله تعبداً ، وللخلق معاملة ، بالعبادة الخالصة للحق ، والمعاملة الحسنة للخلق ،  ابتغاء مرضاة الله عز وجل ، أنزله جل وعلا ، وأمر سبحانه به عباده فقال في سورة الروم : 
{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) } ،
 أما العباد الصالحون فلهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة ، قال الله عز وجل في سورة الزمر : 
{ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) } 
، والدينُ القًيِّمُ بالاهتداء إلى الصراط المستقيم علماً وعملا ودعوة ، ميراثُ محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، قال في سورة الأنعام :
{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  (162)  لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) }. 
أيها المسلمون :
العبادة الحق باتباع سبيل المؤمنين ، النبي محمدٌ صلى الله عليه وسلم ، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان ، منذ القرون الأولى إلى أن تقوم الساعة ، قال الله عز وجل في سورة التوبة :
 { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) } ،
 قال الإمام محمد بن إسماعيل ابن كثير في تفسير القرآن العظيم : 
( .. فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان: فيا ويل من أبغضهم أو سَبَّهم أو أبغض أو سبَّ بعضهم ، ولا سيما سيدُ الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة ، رضي الله عنه ، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويُبغضونهم ويَسُبُّونهم ، عياذًا بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة ، وقلوبهم منكوسة ، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن ، إذ يسبُّون من رضي الله عنهم؟وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ، ويسبون من سبه الله ورسوله ، ويوالون من يوالي الله ، ويعادون من يعادي الله ، وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدون ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون ) اهـ . وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير الجامع لأحكام القرآن : (..قوله تعالى : { والذين اتبعوهم بإحسان } فيه مسألتان :  الأولى - قرأ عمر والأنصار رفعا الذين بإسقاط الواو نعتا للأنصار فراجعه زيد بن ثابت فسأل عمر أبي بن كعب فصدق زيدا فرجع إليه عمر وقال : ما كنا نرى إلا أنا رفعنا رفعة لا ينالها معنا أحد فقال أبي : إني أجد مصداق ذلك في كتاب الله في أول سورة الجمعة : { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } [ الجمعة : 3 ] وفي سورة الحشر : { والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } [ الحشر : 10 ] وفي سورة الأنفال بقوله : { والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم } [ الأنفال : 75 ] فثبتت القراءة بالواو وبين تعالى بقوله : { بإحسان } ما يتبعون فيه من أفعالهم وأقوالهم لا فيما صدر عنهم من الهفوات والزلات إذ لم يكونوا معصومين رضي الله عنهم  ..) اهـ . 
أيها المؤمنون ، يا عباد الله :
لا تتم العبادة الحق لله الحق ، إلا بالاستعانة الحق بالله الحق ، والاستعانة طلب العون ، ولا يطلب العون إلا الضعيف الذي لا يتمكن من الفعل لضعفه ، أو العاجز الذي لا يتمكن من الفعل لعجزه ، والمؤمن يوقن بأنه ضعيف عاجز عن كل شيء ، ولا حول له ولا قوة إلا بالله ، فهو الذي يمنحه الاستطاعة والقوة والقدرة ، ويوفقه للعمل الصالح ، ويتقبله منه ، وفي كل ركعة من صلاتنا نقرأ الفاتحة ، وفيها قوله تعالى : 
{ إياك نعبد وإياك نستعين } ، بتقديم المعمول على العامل الذي يفيد الاختصاص ، قال الإمام محمد بن إسماعيل بن كثير في تفسير القرآن العظيم : (..العبادة في اللغة من الذلة، يقال: طريق مُعَبّد، وبعير مُعَبّد، أي: مذلل، وفي الشرع : عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف ، وقدم المفعول وهو { إياك } ، وكرر ؛ للاهتمام والحصر ، أي: لا نعبد إلا إياك ، ولا نتوكل إلا عليك ، وهذا هو كمال الطاعة ،  والدين يرجع كله إلى هذين المعنيين ، وهذا كما قال بعض السلف : الفاتحة سر القرآن ، وسرها هذه الكلمة : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة: 5] ، فالأول تبرؤ من الشرك ، والثاني  تبرؤ من الحول والقوة ، والتفويض إلى الله عز وجل..) اهـ  ،
 والمؤمن يعلم أنه لاحول ولا قوة إلا بالله ، فما فيه الخلق من النعم فمن الله ، ولا يدفع عنهم النقم إلا الله ، فالمؤمن يحرص على الاستعانة بالله في عبادته ، ولا يمكنه ذلك إلا بالصبر ، روى أبو داودَ في سُنَنِه بسنده عَنِ الصُّنَابِحِىِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ : 
" يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّى لأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّى لأُحِبُّكَ ". فَقَالَ : " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ". وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِىَّ وَأَوْصَى بِهِ الصُّنَابِحِىُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
 وروى الإمام أحمد في المسند والترمذي وابن ماجه واللفظ له عن ابن عمر قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " ) اهـ ، 
وأما في شئونه كلها ؛ فقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن القوي، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" ، قال الإمام النووي في شرحه : (..والمراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة فيكون صاحب هذا الوصف اكثر إقداما على العدو في الجهاد وأسرع خروجا إليه وذهابا في طلبه وأشد عزيمة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الاذى في كل ذلك واحتمال المشاق في ذات الله تعالى ، وأرغب في الصلاة والصوم والاذكار وسائر العبادات وأنشط طلبا لها ومحافظة عليها ونحو ذلك.. ) وقال : (..قوله صلى الله عليه و سلم : " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز " ، أما احرص فبكسر الراء ، وتعجز بكسر الجيم ، وحكي فتحهما جميعا ومعناه: احرص على طاعة الله تعالى ، والرغبة فيما عنده ، واطلب الإعانة من الله تعالى على ذلك ، ولا تعجز ولا تكسل عن طلب الطاعة ولا عن طلب الإعانة..) اهـ 
عباد الله :
ديننا سمحٌ فلنتبع ، وربنا يدعونا فلنطع ولنسمع ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يبين لنا فلنَهْتَدْ ، والعلماء يذكروننا فلنَقْتَدْ، ولنستقم على الصراط المستقيم ، يغفر الله ذنوبنا ، ويستر عيوبنا ، ويفرج كروبنا ، ربنا إنك سميع الدعاء الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله كثيراً  طيباً كما يليق لجلاله ، وله الثناء الحسن كما ينبغي لكماله ، ونصلي الصلوات الطيبات ونسلم التسليمات المباركات صلاةً وتسليماً على نبينا محمد وآله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، أما بعد ، أيها الناس ، يا عباد الله :
المؤمن بين عطاء فشكرٌ ، وابتلاء فصبر ، والعبادة الحقة في الحالين كليهما بأن نستعين بالله عز وجل ، ونصبر أيضاً لله ، ولا نستطيع الصبر إلا بأن نصبر أنفسنا مع المؤمنين ، في العبادات ، وكذلك في المعاملات ، وكذلك في المسلكيات ، كل ذلك ابتغاء رضوان الله تعالى ، فالصبر هو حبس النفس على الأعمال الصالحة مع الصالحين ، ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم والذين معه أسوة حسنة ، كلفه الله بالنبوة وقال له في سورة المزمل :{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) }، وقال جل شأنه في سورة الكهف : { وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) } ، لكنه أمره سبحانه بصبر نفسه لذلك مع المؤمنين ، ففي الآية التالية من السورة نفسها : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) }، وذلك أن المشركين أنفوا أن يجلسوا في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع المسلمين ، وأرادوا طرد الضعفاء من فقراء المؤمنين ، فنهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وأمره بأن يصبر نفسه مع هؤلاء المؤمنين الضعفاء ، وإلا كان من الظالمين ، قال تعالى في سورة الأنعام : { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) } ، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا. قال وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع ، فحدث نفسه ، فأنزل الله عز وجل: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه "  ، فالإيمان يا عباد الله يكون مع المؤمنين ، أهل الصراط المستقيم ، في توحيد الله ، وإقام الصلاة ، وفي الصيام وفي الحج .
روى الإمام الترمذي قي السنن بسنده عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
 " الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَالفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ " .  قال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَفَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ هَذَا الحَدِيثَ فَقَالَ : إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا أَنَّ الصَّوْمَ وَالفِطْرَ مَعَ الجَمَاعَةِ وَعُظْمِ النَّاسِ  .
 فيا أهل فلسطين أنتم أهل الإيمان في بلادكم المباركة ، يا أهل القبلة الأولى بيت المقدس والقبلة الآخرة البيت الحرام ،
 أناديكم رئيسنا أيدك الله يا ولي أمرنا نداء الإيمان ،
 فاعلم أنك وإننا بإيمانك وإيماننا بالله ، فله أخلص ولنخلص معك ، 
أنت الإمام وفي الأمام ، ونحن من بين يديك ومن خلفك المأمومون، 
نكبر بتكبيرك ، ونسجد  بسجودك ، وثباتنا بثباتك ، وثباتك بثباتنا ، 
ونحن بأمتنا ، وأمتنا بنا ، وكلنا بالله ، 
وقد أمرنا بالاعتصام بحبله جميعاً ، ونهانا عن الفُرقة ، 
ولي أمرنا فلتصف شعبك بأن تصطف معه ، فإنه والله معك ،
 ولا يغرنك من بضاعته القال القيل ، وشأنه مع الخذلان التخذيل ،
 فإن الكذب منكشفة عورته ، داحضة حجته ، منهزم صفه ،
 رزقك الله ورزقنا الصدق والتقوى فإن الله مع الصادقين ،
 الذين اتقوا ، والذين هم محسنون ، فأنتم يا ولي أمرنا 
ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس الطائفة المنصورة ، بما قال تعالى في سورة آل عمران : 
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) }، استعينوا بالله واصبروا ، وأوفوا وأبشروا يوف الله لكم .
عباد الله .. 
ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال :{إناللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم صل على النبي المصطفى ، والرسول المرتضى صفوة الخلائق أجمعين ، سيد الأولين والآخرين ، من بطاعته صلاحُ الدنيا وزكاةُ الدين ، محمدٍ بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنه وكرمه سبحانه إنه أكرم الأكرمين ،
 اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وانصر بفضلك عبادك المؤمنين ، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين عامة ، وولي أمرنا في بلدنا خاصة ، اللهم أعنه على ما تحب وترضى ، وأيده بالحق والعدل ، وارزقه البطانة الصالحة التي تأمره بالخير وتحثه عليه ، وجنبه البطانة الفاسدة التي تأمره بالشر وتحثه عليه ، اللهم فرج همومنا ونفس كروبنا ويسر أمورنا واشرح صدورنا ، اللهم انا ندعوك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا ، اللهم انا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وشماتة الأعداء ، اللهم أغننا من الفقر واكسنا من العري واهدنا من الضلال وبصرنا من العمى واجعلنا من الراشدين ، اللهم انا نعوذ بك من الجبن والبَخَل والعجز والكسل وغلبة الدين وقهر الرجال ، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملاً صالحاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً ، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يرفع  وقلب لا يخشع وعين لا تدمع ودعاً لا يسمع ، اللهم اغفر لنا وارحمنا ، وأجدادنا وجداتنا وآباءنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا وأبناءنا وبناتنا وأقرباءنا وقريباتنا وجيراننا وجاراتنا والمسلمين أجمعين اللهم آمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وعنا معهم برحمتك يا ارحم الراحمين.

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع