حق العودة بالعودة ؟؟!! 2011/05/25

حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها هو مطلبٌ أقرت به القرارات الدولية ذات الشأن ، ولذلك نصر نحن الفلسطينيين عليه ، ضمن جملة الحقوق التي تشكل ثوابت للعمل الفلسطيني ، وبكل صنوفه وأشكاله السياسية والدبلوماسية وغير ذلك ، كما تشكل تلك الحقوق الأركان الأصيلة التي تقوم عليها القضية الوطنية العادلة لشعبنا الفلسطيني ، والتي هي بالتالي قضية العرب والمسلمين الأولى ، ولكن هل يقر المغتصب بالحق لأهله ؟! .. وإذا أقر هل يسلم طائعاً مختاراً الحق لأهله ؟!! .
من ينظر إلى مجريات التاريخ الإنساني يعلم علم اليقين أن الصراع بين الأمم قائمٌ وقديم قدم الإنسان نفسه ، وأن هذا الصراع تستلب فيه الحقوق ، ويُعْتَدى فيه على الحرمات ، وتدور عجلة التاريخ بالأحداث ، لتخلف الأممُ الفتيةُ القويةُ الأممَ التي أصابها الهَرَمُ أو الخَرَفُ فلم تعد تقوى على الثبات على المسرح السياسي في الملعب الأممي ، وقد تجد الأمة الضعيفة أو المستضعفة بعض حقها الضائع المغتصب في لحظة الاختلافات بين الدول ، وفي هذا المعنى يقول الله تعالى في سورة الحج : { الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)}. ومن هنا فعلينا نحن الفلسطينيين أن نتذكر دوماً هذه الحقائق جملةً وتفصيلا ، وعلى ضوء الآية الكريمة نجد أننا نحن الفلسطينيين دون شك علينا أن نعلم :
* أن الاحتلال الاستيطاني أخرجنا من ديارنا بغير حق .
* أن سنة التدافع بين الأمم تحفظ بيوت العبادة الصوامع والبيع والصلوات   والمساجد التي يذكر فيها اسم الله كثيراً من أن تهدم على رؤوس المصلين .
* أن الله تعالى ينصر من ينصره .
والأمم لا تنصف إلا أهل الإنصاف ، فما لجرحٍ بميتٍ إيلام ، وعلينا أن ننصف أنفسنا بأن نعود إلى الحق ليعود إلينا الحق ، فحق العودة لا يكون إلا بالعودة إلى الحق :
1- على مستوى الأفراد والنزاعات الفردية فيما بينهم .
2- وعلى مستوى الجماعات والطوائف والاختلافات الواقعة بين الجماعة الواحدة أو الجماعات المتنوعة .
فنعط الحق من أنفسنا لأنفسنا ، ومن ثم نطالب من اغتصب منا حقنا أن يرد حقنا إلينا ، فمن لا يعط الحق من نفسه لا يأخذه من الآخرين .
ومن حقوقنا على أنفسنا ، والتي يجب أن يسلم بعضنا بها لبعضنا الآخر :
* العمل لفلسطين حقٌ أصيلٌ ثابت للكل الفلسطيني ، ولا يجوز أن يستأثر به فريقٌ من الفلسطينيين دون غيره .
* لقد سبق بالعمل لفلسطين من سبق ، وبنى من بنى ، ولا يجوز هدم البناء ولا إهمال التجربة ، ولا الغض من أقدار السابقين ، ولكن يجوز الاستدراك والإضافة إلى الجهد بالقدر المطلوب ، وبالرأي الصائب حسب التنوع في الأفكار والأساليب تحت سقف المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ، التي تنتظم صلاح الدنيا والدين جميعاً ، إذ لا صلاح للدنيا إلا بإصلاح الدين ، ولا صلاح للدين إلا بإصلاح الدنيا ، وبما يقر به المجموع الفلسطيني ، لا الحزب وحده ولا الجماعة وحدها من أحزاب وجماعات وفصائل العمل في الساحة الفلسطينية ، ومن خلال المشاركة الفاعلة ضمن البيت الفلسطيني الكبير منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي الواحد والوحيد للشعب الفلسطيني ، وعسى أن تكون المصالحة الوطنية الفلسطينية هي البداية لعودتنا إلى الحق وحينئذٍ يعود الحق إلينا أحب من أحب ، وكره من كره ، شاء من شاء وأبى من أبى .
.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .


بقلم / الشيخ ياسين بن خالد الأسطل
الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة
المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين
خان يونس في الثلاثاء 21/جمادى الأخرة /1432 هـ الموافق 24/5/ 2011 مـ.


للتوا صل :  yka1959@hotmail.com

 

طباعة 1934 اضافة تعليق

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع