2018/09/21 {هجرةُ النبي- صلى الله عليه وسلم - ميلاد أُمَّة}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)  }الأحزاب ، أما بعدُ، فإن أصدق الحديث كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار، وبعد ، عباد الله ، أيها المسلمون : 
 
{هجرةُ النبي- صلى الله عليه وسلم - ميلاد أُمَّة}
 
بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ، يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ، وينذر الكافرين الذين يعملون السيئات أن لهم نار جهنم خالدين فيها أبدا ، إلا من تاب وآمن ، فالله يتوب على من تاب ، وقام صلى الله عليه وسلم يعلن ويعلم الناس بدعوته إلى الله وحده لا شريك له ، فآمن من آمن ، وكفر من كفر فكان ذلك إيذاناً بدعوة التوحيد ، ونبذ الشرك ، وهو إيذان بميلاد الأمة الإسلامية ، روى البيهقي في سننه الكبرى عن بهز بن حكيم بن معاوية القشيرى عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :" إنكم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل " ) اهـ. وفي قوله تعالى في سورة الجن : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) }، قال الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره -تيسير الكريم الرحمن : ( .. { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ } يعني المواضع التي بنيت للصلاة وذكر الله { فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } قال قتادة: كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله فأمر الله المؤمنين أن يخلصوا لله الدعوة إذا دخلوا المساجد وأراد بها المساجد كلها ، وقال الحسن: أراد بها البقاع كلها لأن الأرض جعلت كلها مسجدًا للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقال سعيد بن جبير: قالت الجن للنبي صلى الله عليه وسلم كيف لنا أن نأتي المسجد وأن نشهد معك الصلاة ونحن ناءون ؟ فنزلت: { وأن المساجد لله } ، وروي عن سعيد بن جبير أيضا: أن المراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها الإنسان وهي سبعة: الجبهة واليدان والركبتان والقدمان ، يقول : هذه الأعضاء التي يقع عليها السجود مخلوقة لله فلا تسجدوا عليها لغيره - وساق الحديث بسنده - عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء: الجبهة -وأشار بيده إليها -واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا أكف الثوب ولا الشعر" ) اهـ . 
إخوة الإسلام والإيمان:
في كيفية بدء الوحي روى البخاري ومسلم من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ( أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد، الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء؛ فجاءه الملك فقال اقرأ، قال: ما أنا بقاريء، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)}فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة، وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا والله، ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرءا تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر ما رأى فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى صلى الله عليه وسلم، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " اهـ .
أيها المسلمون :
أسلم من أسلم ، من الضعفاء ومن السادة على حد سواء ، فالإسلام يساوى بين الناس ، فهم جميعاً عباد لله ، وبقي على شركه وكفره من بقي ، حباً في الجاه ، وخوفاً على الرئاسة ، فقام طغاة الكافرين بتعذيب الضعفاء من المؤمنين ، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ، وكانت الهجرة الأولى والثانية إلى الحبشة ، فهاجر من المسلمين من هاجر ، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم حتى يأتيه الإذن من الله بالهجرة ، وطال الأذى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن صور هذا الأذى ما حدث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : " بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي عند البيت ، وأبو جهل، وأصحاب له جلوس ، وقد نحرت جزور بالأمس ، فقال أبو جهل : أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان ، فيأخذه فيضعه بين كتفي محمد إذا سجد ؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه ، فلما سجد النبي -صلى الله عليه وسلم- وضعه بين كتفيه ، فاستضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعض ، وأنا قائم أنظر ، فلو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والنبي ساجد ما يرفع رأسه ، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة ، فجاءت - وهي جويرية - فطرحته عنه ، ثم أقبلت تسبهم ، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاته رفع صوته ، ثم دعا عليهم - وكان إذا دعا دعا ثلاثا ، وإذا سأل سأل ثلاثا - ثم قال : اللهم عليك بقريش - ثلاث مرات - فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك ، وخافوا من دعوته ، ثم قال : اللهم عليك بأبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، وذكر السابع - ولم أحفظه - قال : فو الذي بعث محمدا بالحق ، لقد رأيت الذين سمى صرعى ، ثم سحبوا إلى القليب ، قليب بدر " ، وفي رواية : " فأشهد بالله لقد رأيتهم صرعى ، قد غيرتهم الشمس. وكان يوما حارا". وقال بعض الرواة : " الوليد بن عتبة" غلط في هذا الحديث ، وفي رواية : " ذكر السابع ، وهو عمارة بن الوليد" ، وفيها : " فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها ، فيجيء بها ، ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه" . أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرجه الترمذي مختصرا.
عباد الله :
لما اشتد الأذى برسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ولاسيما الضعفاء أذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، وكان مهاجره إلى المدينة ، فقد أسلم من رجالها ونسائها من الأوس والخزرج كثير منهم ، ودخل الإسلام كل بيت منهم ، وتعهدوا بحماية النبي صلى الله عليه وسلم عندما بايعوه بيعة العقبة .فعن جابر رضي الله عنه قال : ( مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة سبع سنين يتبع الناس بمنازلهم بعكاظ ومجنة والموسم بمنى يقول: "من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي" حتى إن الرجل ليرحل من اليمن أو من مصر فيأتيه قومه فيقولون احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله له من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن وينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم إنا اجتمعنا فقلنا حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه مكة في الموسم فواعدناه بيعة العقبة فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال: "تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن تقولها لا تبالي في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني وتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة" فقمنا إليه فبايعناه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم فقال رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن إخراجه اليوم منازعة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أن تصبروا على ذلك وأجركم على الله وإما أنكم تخافون من أنفسكم جبنا فبينوا ذلك فهو أعذر لكم فقالوا امط عنا فوا الله لا ندع هذه البيعة أبدا فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة ) اهـ.
عباد الله أيها المؤمنون :
ندعو الله ربنا ، اللهم أعنا بذكرك على شكرك ، وبطاعتك على معصيتك ، وبالتذلل إليك على العزة بك ، وعلى القرب منك بالقرب من ضعفاء عبادك ، وعلى السعي للآخرة بالزهد في الأولى ، اللهم ارزقنا حلاوة مناجاتك ، وأذقتا ربنا لذة عباداتك ..إنك سميع الدعاء .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كافياً وافياً بكلِّ لسان ، يكافي بالشكر ما أكرم وأنعم ، ويوافي بالذكر ما أسبغ وأتمم ، والصلاة والسلام على النبي محمدٍ ، ما ذكر الله الذاكرون ، وشكره سبحانه الشاكرون ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، أما بعد ، أيها المسلمون :
الهجرة النبوية إلى المدينة موطن الأنصار الأوس والخزرج ، وقيامهم رضي الله عنهم بنصر النبي صلى الله عليه وسلم ودينه ودعوته والمهاجرين خلده القرآن الكريم ،  ففي سورة التوبة قال تعالى فيهم : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) } ، وفي سورة قال: { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }. ومن أسماء المدينة طابة وطيبة ، وكانت تسمى يثرب في الجاهلية ، والهجرة النبوية إليها حيث ولدت هذه الأمة الإسلامية هي مانطقت به الكتب الإلهية ، فقد أخى الإسلام بين أبي بكر العربي وبلال الحبشي ، وصهيب الرومي وبلال الفارسي ،  حيث إن المسلم أخو المسلم ، والله تعالى يقول : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) } . 
وروى الدارمي في سننه عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ قَالَ كَعْبٌ: (  نَجِدُهُ مَكْتُوبًا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فَظًّا وَلَا غَلِيظًا، وَلَا صَخَّابًا بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَأُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ يُكَبِّرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ، وَيَحْمَدُونَهُ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ، يَتَأَزَّرُونَ عَلَى أَنْصَافِهِمْ، وَيَتَوَضَّئُونَ عَلَى أَطْرَافِهِمْ، مُنَادِيهِمْ يُنَادِي فِي جَوِّ السَّمَاءِ، صَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ، وَصَفُّهُمْ فِي الصَّلَاةِ سَوَاءٌ، لَهُمْ بِاللَّيْلِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَمُهَاجَرُهُ بِطَيْبَةَ، وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ ) اهـ 
عباد الله : هداني وإياكم بالقرآن كتاب الله العظيم ، والحكمة سنة النبي العربي الكريم ، ألا وصلوا على البشير النذير ، و البدر السراج المنير ، سيد الأولين والآخرين ، وقائد الغر المحجلين ، اللهم صل وسلم ، وبارك وأنعم ،على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك ومنك وكرمك، يا أرحم الراحمين ، اللهم أعز الإسلام و المسلمين ، واحم حوزة الدين ، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما ، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروما ، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم اهد التائهين ، واغفر للمذنبين ، ورد الضالين ، اللهم تب على العصاة من أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم الخطائين المخطئين ، وارحم اللهم عبادك أجمعين ، اللهم إنا نستعيذ بك من شرور أهل الشرك والفساد ، والكفر والعناد ، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ،  اللهم أعزنا ولا تذلنا ، اللهم ارفعنا ولا تضعنا ، اللهم أغننا ولا تفقرنا ، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا ، اللهم خذل لنا ولا تخذلنا ، اللهم ربنا يا الله إنا نسألك مما سألك منه نبيك محمدٌ صلى الله عليه وسلم  وعبادك الصالحون ،ونستعيذك مما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون ، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ، وأجدادنا وجداتنا ، وأزواجنا وأبنائنا وبناتنا ، وإخواننا وأخواتنا ، وأعمامنا وعماتنا ، وأخوالنا وخالاتنا ، وأقربائنا وقريباتنا ، وجيراننا وجاراتنا، وجميع المسلمين يارب العالمين ، اللهم ربنا وفقنا لما تحب وترضى ، وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك ، ولا تجعلها فيمن نابذك وعصاك ، اللهم احفظ ولي أمرنا بحفظك الأئمة المسلمين ، وارعه برعايتك أوليائك المتقين ، واشمله بنصرك وتأييدك السابقين الأولين ، اللهم وفقه وإخوانه ولاة أمر المسلمين وخذ بأيديهم لسياسة الدنيا وحراسة الدين ، وارزقهم البطانة الصالحة التي تأمرهم بالخير وتحثهم عليه ، وجنبهم البطانة السيئة التي تأمرهم بالشر وتحثهم عليه ، اللهم يا الله نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعل لنا خير الآخرة والأولى ،برحمتك يا أرحم الر احمين ، وصل اللهم وسلم وبارك وأنعم على نبيك محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين .

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع