2018/10/19 {الإيمان طمأنينة بالله، ورجاء لرحمته!}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)  }الأحزاب . أما بعدُ، فإن أصدق الحديث كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار، وبعد ، عباد الله ، يا أيها المسلمون : 
 
{الإيمان طمأنينة بالله ، ورجاء لرحمته ! }
 
المؤمن يطمئن بالله ويرجو رحمته ، لكنه يخشى عذابه ونقمته ، فيسلك سبيل الطاعات المنجيات ، ويتنكب سبيل المعاصي المهلكات ،  ندعوك إلهنا وحدك لا شريك لك ، ربنا أعنا بذكرك على شكرك ، وبطاعتك على معصيتك ، وبالتذلل إليك على العزة بك ، وعلى القرب منك بالقرب من ضعفاء عبادك ، وعلى السعي للآخرة بالزهد في الأولى ،اللهم ارزقنا حلاوة مناجاتك ، وأذقتا ربنا لذة عبادتك ..إنك سميع الدعاء ، اللهم من أصبح بك مؤمناً فمن الإيمان زده ، وشارداً فإلى الصراط المستقيم أعده ، أو مبتلىً فعافه ، أو عليلاً فشافه ، أو طريداً فآوه ، أو سائلاً فأعطه ، أو فقيراً فأغنه ، أو مقلاً فأقنه ، إنك الجواد الرحمن الرحيم ، يا لله ، يا أكرم الأكرمين  .
 وأنتم يا أيها المؤمنون لا تقنطوا من رحمة الله ، فمن قنط زاغ عن الهدى وضل وزل ، وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، كن من أهل اليقين والصبر ، فلا تحزن على ما فات ، ولا تفرح بما هو آت ، فإن الدنيا زائلة مدبرة ، والآخرة لائحة مقبلة ، وما كان لله فهو أبقى .
أيها المسلمون : 
كيف لا نرجو رحمة الله وهو القائل سبحانه في سورة آل عمران : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) }  ، وقد شهد لنا بذلك رسوله عليه الصلاة والسلام ، فعَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ، قَالَ: «أَنْتُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ» ، رواه الإمام الترمذي في سننه -واللفظ له- وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ . وبالمقابل فقد أخرج مسلم في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ".
قال الإمام ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم : (..قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الخطابيُّ: معنى هَذَا: أَلا يزَال الرجُلُ يعيب النّاس، وَيذكر مساوئهم، وَيَقُول: قد فسد النّاس وَهَلَكوا وَنَحْو ذَلِكَ مِن الْكَلَام، وَإِذا فعل الرجل ذَلِكَ، فَهُوَ أهلَكُهُم وأسوَؤُهم حَالا فِيمَا يلْحقهُ مِن الْإِثْم فِي عيبهم، والإزراء بهم، وَرُبمَا أدَّاه ذَلِكَ إِلَى العُجب بِنَفسِهِ، وَيرى أَن لَهُ فضلا عَلَيْهِم، وَأَنه خيرٌ مِنْهُم، فيهلِك ..) .
لا يزال الناس بخير ، عباد الله فلا تقنطوا ، لاسيما والله تعالى يدعونا إلى الإنابة إليه فمغفرته شاملة لجميع الذنوب لمن يتوب ، ويسلم نفسه لله ، ومهما أسرف على نفسه فالله أكبر وأرحم ، يقول سبحانه في سورة الزمر  : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) }
أيها المؤمنون ،يا عباد الله :  
 الحق له تكاليف تخالف هوى النفوس وشهواتها ، وتقيم أهل الإيمان على الصراط المستقيم ، فهذا يحفظهم على الإسلام ويحفظ الإسلام عليهم ، فهو سياج الإيمان والعمل الصالح ، وسبيل المداومة عليه ، تذكير وذكرى ، والإنسان بطبعه ينسى ، يقول تعالى :{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)  إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)  } ولولا ذلك التواصي بالحق والتواصي بالصبر لهلك من هلك بأهوائهم وشهواتهم المحرمة أو الطاغية ، والعياذ بالله ، قال تعالى :{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) } ، ويكون هذا بالصلة الكريم بين الناس فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ، روى البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "  الذي يعاشر الناس و يصبر الناس و يصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يعاشر الناس و لا يصبر على أذاهم " .
  أيها الناس ، يا عباد الله :
ما أجدر العاقل أن يطلب العلم بالعمل به ، فالعلم خالصاً يكون خشية لله ، وبين العلماء أخوةً وثيقة ، وللناس هداية ورحمةً!! ، فالله عز وجل يقول في سورة فاطر : {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) } ، قال الإمام القرطبي عند هذه الآية من تفسيره الجامع لأحكام القرآن : ( .. كما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) قال : الذين علموا أن الله على كل شيء قدير وقال الربيع بن أنس : من لم يخش الله تعالى فليس بعالم وقال مجاهد : إنما العالم من خشي الله عز و جل وعن ابن مسعود : كفى بخشية الله تعالى علما وبالاغترار جهلا وقيل لـ سعد بن إبراهيم : من أفقه أهل المدينة ؟ قال أتقاهم لربه عز و جل وعن مجاهد قال : إنما الفقيه من يخاف اله عز و جل وعن علي رضي الله عنه قال : إن الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرصخ لهم في معاصي الله تعالى ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره إنه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لا فقه فيه ولا قراءة لا تدبر فيها وأسند الدارمي أبو محمد عن مكحول قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم - ثم تلا هذه الآية - { إنما يخشى الله من عباده العلماء } إن الله وملائكته وأهل سمواته وأهل أرضيه والنون في البحر يصلون على الذين يعلمون الناس الخير ) ] ..) أهـ .
إخوة الإسلام والإيمان : 
تذكروا من غاب، وصلوا من قطع،وأقيلوا من العثرة،واستروا من الزلة !،  كما في قوله تعالى في سورة التوبة : { وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) } ، فعن أبي عبدِ اللهِ جابر بن عبدِ اللهِ الأنصاريِّ رَضي اللهُ عنهما ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غَزَاةٍ ، فَقالَ : (( إِنَّ بالمدِينَةِ لَرِجَالاً ما سِرْتُمْ مَسِيراً ، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً ، إلاَّ كَانُوا مَعَكمْ حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ )) . وَفي روَايَة : (( إلاَّ شَرَكُوكُمْ في الأجْرِ )) رواهُ مسلمٌ ، وفي رواية  البخاريّ عن أنسٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : (( إنَّ أقْواماً خَلْفَنَا بالْمَدِينَةِ مَا سَلَكْنَا شِعْباً وَلاَ وَادياً ، إلاّ وَهُمْ مَعَنَا ؛ حَبَسَهُمُ العُذْرُ )) . 
عباد الله : 
فلنتق الله سبحانه ، هذه سبيل السلف الصالحين كالشمس في رابعة النهار ، هدى ورحمة ، وصلة وبرا ، وعطاءً وسعة ، ألا فلننهج نهجهم ، ولنقفو أثرهم ، نسعد في الأولى والآخرة ، ولنضرع إلى الله اللهم فارحمنا برحمتك ، وارفعنا برفعتك ، وأغننا بغناك ، وقَوِّنا بقوتك ، وخذ بأيدينا إلى الهداية والرشاد ، ونجنا من الغِواية والفساد ، أنت سبحانك السميع العليم .
 
الخطبة الثانية
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه ، وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على محمد النبي المصطفى ، والرسول المرتضى ، وعلى آله الأصفياء ، وأصحابه الأتقياء ، ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم اللهم آمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .أما بعد ، أيها الناس يا عباد الله :
 المؤمن من رجا رحمة الله ورحم خلقه ، فالراحمون يرحمهم الرحمن ، وفي الحديث عَنْ أَبِى قَابُوسٍ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِى الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ " .
رواه البيهقي في السنن الكبرى . 
وعَنْ أُسَامَةَ قَالَ : ( كَانَ ابْنٌ لِبَعْضِ بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهَا ، فَأَرْسَلَ : " إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ " . فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فَأَقْسَمَتْ عَلَيْهِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْتُ مَعَهُ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَلَمَّا دَخَلْنَا نَاوَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّبِيَّ وَنَفْسُهُ تَقَلْقَلُ فِي صَدْرِهِ حَسِبْتُهُ قَالَ كَأَنَّهَا شَنَّةٌ ، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : أَتَبْكِي ؟!.. فَقَالَ: " إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ " ، رواه البخاري في الصحيح .
إخوة الإسلام :
أصابنا من الهم والغم ما لا يدفعه إلا الله تعالى ، وهو جل شأنه منا ومن خلقه قريب ، ففي سورة البقرة جاء قوله تعالى :{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) } ، وفي الصحيح وهو عند النسائي في الكبرى وأحمد ومن طريق البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ " ) اهـ .
فلنتقرب ولنتوجه إليه سبحانه وتعالى بصالح العمل ، مع الدعاء الخالص ، لا سيما حال السجود ، أخرج الإمام مسلم أبو داود والنسائي في سننه والإمام أحمد في المسند اللفظ لمسلمٍ قال: وحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ " .
ألا وصلوا وسلموا عباد الله على محمد فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال :  {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .... اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن سائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، لما فيه إقامة دينك ،وتحكيم شريعتك ، وإتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم في صلاح البلاد والعباد ، وجميع ولاة أمور المسلمين ما فيه صلاح الدنيا والدين ، والبلاد والعباد ، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، اللهم اغفر لنا وآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وأعمامنا وعماتنا ، وأخوالنا وخالاتنا ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات .

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع