2018/11/02 { افعلوا الخير واصحبوا أهله، واجتنبوا الشر واحذروا أهله}
الاســتمـاع للــخـطبـة:     
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)  }الأحزاب . ك.أما بعدُ، فإن أصدق الحديث كتابُ اللهِ، وأحسنَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبعد ، عباد الله ، أيها المؤمنون :
 
{افعلوا الخير واصحبوا أهله ، واجتنبوا الشر واحذروا أهله}
 
الدنيا مزرعة للآخرة ، ولا بد منها ممراً للمؤمنين إلى دار الرضوان ؛ وأما الجاحدون الكافرون فهي سبيلهم إلى دار الخسران ، وقد جبل الله الناس على السعي في عمارتها ، وخير الناس مطلقاً عند الله تعالى من حقق المصلحتين مصلحةَ الدين ومصلحة الدنيا ، وشر الناس هم من عارض المصلحتين معاً أو أحدهما ، كلٌ بحسبه ، قال الإمام ابن تيمية:) ..والرسل صلوات الله عليهم بعثوا بتحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها ، فأتباع الرسل أكمل الناس في ذلك ، والمكذبون للرسل انعكس الأمر في حقهم فصاروا يتبعون المفاسد ، ويعطلون المصالح فهم شر الناس ) اهـ. وقد روى البيهقي في هذا المعنى في السنن الكبرى عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :  " إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ " .
فاستحق المؤمنون بحسن أخلاقهم في الجملة ما قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ }البينة7 ، وقال سبحانه في الكافرين لسوء أخلاقهم في الجملة : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }البينة6. قال الإمام ابن جرير الطبري : ( ..إن الذين كفروا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فجحدوا نبوّته، من اليهود والنصارى والمشركين جميعهم( فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ) يقول: ماكثين لابثين فيها( أَبَدًا ) لا يخرجون منها، ولا يموتون فيها( أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) يقول جل ثناؤه: هؤلاء الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين، هم شرّ من بَرَأَهُ الله وخلقه..) اهـ . 
ولهذا يا عباد الله ، تحتاج الأمة في الفتن الدائرة - في هذه الأيام وفي كل الأيام - لأن ترجع لأهل العلم الراسخ ، والنظر الثاقب، وأن تحذر ممن يلهب العواطف ، ويهيج المشاعر ، من كل خطيبٍ مِصْقَعٍ ، وواعظٍ جاهلٍ يشوّه الحقائق، ويغطي العقل في ثوران الانفعال ، وفوران الأحداث من الأحداث ، وقد جاء في الأثر عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قوله: "شرّ الناس في الفتنة كُلُّ رَاكِبٍ موْضِعٍ , وَكُلُّ خَطِيبٍ مِصْقَعٍ " ، ويقول الحسن البصري -رحمه الله-: "الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل".
عباد الله ، أيها المؤمنون ، يا إخوة الإسلام :  
الحذر الحذر من تضليل المصلين ، و تكفير المسلمين ، فهو من فعل شر الخلق والخليقة ، ففي إتحاف الخيرة المهرة عن وهب - يعني ابن منبه - قال : وسألت جابرًا رضي الله عنه : ( هل في المصلين من طواغيت ؟ قال : لا . وسألته : هل فيهم مشرك ؟ قال : لا ) ، وعند أبي يَعْلَى الموصلي : عن أبي سفيان قال : سألت جابرًا رضي الله عنه وهو مجاور بمكة وكان نازلا في بني فهر ، فسأله رجل : هل كنتم تدعون أحدًا من أهل القبلة مشركًا ؟ فقال : معاذ الله ، ففزع لذلك.قال : هل كنتم تدعون أحدًا منهم كافرًا ؟ قال : لا ) ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قلت : يا أبا حمزة ، إن ناسًا يشهدون علينا بالكفر والشرك قال أنس : أولئك شر الخلق والخليقة  ) ، وعن أبي عمران الجوني سمع عبد الله بن الصامت يقول : ( قدم أبو ذر على عثمان من الشام فقال : يا أمير المؤمنين افتح الباب حتى يدخل الناس أتحسبني من قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فوقه هم شر الخلق والخليقة والذي نفسي بيده لو أمرتني أن أقعد لما قمت ولو أمرتني أن أكون قائما لقمت ما أمكنتني رجلاي ولو ربطتني على بعير لم أطلق نفسي حتى تكون أنت الذي تطلقني ثم استأذنه أن يأتي الربذة فأذن له فأتاها فإذا عبد يؤمهم فقالوا : أبو ذر فنكص العبد فقيل له : تقدم فقال :  أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث : " أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ، ثم انظر جيرانك فأنلهم منها بمعروف ، وصل الصلاة لوقتها ، فإن أتيت الإمام وقد صلى كنت قد أحرزت صلاتك ، وإلا فهي لك نافلة" ).
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم 
واعلموا عباد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من أعمالٍ هي أعمالُ شر الناس ، فمن ذلك :  
* العمل على غير السنة والمشروع مما قد يفضي بأهله إلى الشرك ، ففي البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها : أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي صلى الله عليه و سلم فقال : " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح ، فمات بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تيك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ) .
و في الحديث في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " مما يجعلنا نحذر من سلوك هذا المسلك الشائن ، ألا فليفطن إلى هذا أولئك الناس من المسلمين هداهم الله ممن ملؤوا مساجد المسلمين بتصاويرهم ، وتصاوير معظَّميهم ، وهذا مما لا يجوز في الشريعة أبدا ، ويعتبر من مشابهة معابد المشركين ، ومشابهة كنائس النصارى ومن الإحداث في الدين . 
* ومن ذلك من يقرأ القرآن ويدعو إليه ولا يعمل به : فعن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : 
" إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شرار الخلق والخليقة قال عبد الله بن الصامت فذكرت ذلك لرافع بن عمرو أخي الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه فقال وأنا أيضا قد سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أخرجه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام عام تبوك خطب الناس و هو مضيف ظهره إلى نخلة فقال : " ألا أخبركم بخير الناس و شر الناس ؟ إن من خير الناس رجل عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أوعلى ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت وإن من شر الناس رجل فاجر جريء يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه " رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي . ومما حذرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم من شر العمل : 
* الذي يسرق من صلاته ، فالصلاة ركن الإسلام ، وعمود فسطاطه ، فمن أقامها أقام الدين ومن هدمها هدم الدين ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ شَرَّ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلاَتَهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ يَسْرِقُ صَلاَتَهُ ؟ قَالَ : لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا ، وَلاَ سُجُودَهَا ، وَلاَ خُشُوعَهَا " . ذكره في إتحاف الخيرة ، وفي مسند أحمد عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قالوا يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها أو قال لا يقيم صلبه في الركوع والسجود " .
نسألك ربنا اللهم وفقنا للعمل بدينك القويم ، وثبتنا على صراطك المستقيم اللهم آمين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا يوازي نعمه ، ويكافي مزيده ، والصلاة والسلام على نبيه محمد ، وعلى آله السعداء ، وأصحابه الأوفياء ، ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم القيامة ، وعنا معهم اللهم آمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .أما بعد ، عباد الله ، أيها المسلمون :   
* ومن شر الناس فيما يتعلق بالمعاملة أئمة الجور والظلم (فشر الرعاء الحطمة ) :
روى مسلم في الصحيح باب فَضِيلَةِ الإِمَامِ الْعَادِلِ وَعُقُوبَةِ الْجَائِرِ وَالْحَثِّ عَلَى الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ وَالنَّهْىِ عَنْ إِدْخَالِ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ ، عن عائذ بن عمرو رَضي الله عنه - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ أَىْ بُنَىَّ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ». فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-. فَقَالَ وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِى غَيْرِهِمْ.
قال الإمام النووي : ( ..هذا من جزل الكلام وفصيحه وصدقه ، الذي ينقاد له كل مسلم ، فإن الصحابة رضي الله عنهم كلهم هم صفوة الناس ، وسادات الأمه ، وأفضل ممن بعدهم ، وكلهم عدول قدوة لا نخالة فيهم ، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم ، وفيمن بعدهم كانت النخالة ، قوله صلى الله عليه و سلم ( إن شر الرعاء الحطمة ) قالوا هو العنيف في رعيته لايرفق بها في سوقها ومرعاها بل يحطمها في ذلك وفي سقيها وغيره ويزحم بعضها ببعض بحيث يؤذيها ويحطمها ) اهـ. 
وفي شعب الإيمان للبيهقي عن محمد بن زيد بن المهاجر عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : 
 "إن أفضل عباد الله عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق و إن شر الناس منزلة يوم القيامة إمام جائر خَرِق" .
* ومن شر الناس فيما يتعلق بالمعاملة مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ (أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ) اتِّقَاءَ فُحْشِه :
حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضي الله عنها، قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «ائْذَنُوا لَهُ، بِئْسَ أَخو العَشِيرَةِ، أَو ابْنُ العَشِيرَةِ» فَلَمَّا دَخَلَ، أَلاَنَ لَهُ الكَلاَمَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! قُلْتَ الَّذِي قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الكَلاَمَ! قَالَ: «أَيْ عَائِشةُ! إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ (أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ) اتِّقَاءَ فُحْشِهِ».متفق عليه
* ومنهم ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه :
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإسْلاَمِ، إِذَا فَقِهُوا وَتَجِدونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأتِي هؤُلاَءِ بَوَجْهٍ وَهؤُلاَءِ بِوَجْهٍ " . متفق عليه ، وإنما كان ذو الوجهين شرّ الناس لأن حاله حال المنافقين ، إذ هو متعلق بالباطل والكذب ، ومدخل للفساد بين الناس ، قال النووي : " هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها ، فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها ، وصنيعه نفاق محض وكذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين " .
* ومنهم أحد الزوجين الذي ينشر سر الآخر :
روى مسلم عن أبى سعيد رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ : " إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها " .
* ومنهم من أذهب آخرته بدنيا غيره :
 الطبرانى عن أبى أمامة رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : 
" إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبد أذهب آخرته بدنيا غيره " .
* ومنهم من شر الناس ثلاثة: متكبر على والديه ورجل سعى في فساد بين رجل وامرأته ورجل سعى في فساد بين الناس : 
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر رضي الله عنه: ( شر الناس ثلاثة: متكبر على والديه يحقرهما، ورجل سعى في فساد بين رجل وامرأته ينصره عليها غير الحق حتى فرق بينهما ثم خلف بعده، ورجل سعى في فساد بين الناس بالكذب حتى يتعادوا ويتباغضوا. ) "ابن راهويه".
* ومنهم من تقوم عليهم الساعة وهم أحياء :
 فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق " . رواه مسلم . أيها المُبْتَلَوْنَ بالتسلط على رقاب الناس وأموالهم وأعراضهم ،  إياكم لا تكونوا من شر الرعاء ، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم من ولى من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولى من أمر أمتى شيئا فرفق بهم فارفق به " رواه أحمد ومسلم .
أيها الناس :  فلنتق الله ولنعمل وفق كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونهج السلف الصالحين ، ولنلزم ما عليه السواد الأعظم من المسلمين ، ولنتق الفتن والمفتونين الذين هم شر الخلق والخليقة ، ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال :  {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – وعن آله المرضيين ،وسائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين .اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولأعمامنا والعمات ، ولأخوالنا والخالات ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات،سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك،عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،   ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

أنا العبد الفقير إلى الله الغني به عما سواه أبو عبد الله ياسين بن خالد بن أحمد الأسطل مواليد محافظة خان يونس في بلدة القرارة بعد عصر الأحد في 8ربيع الأول 1379 هجرية الموافق 21\9\1959 إفرنجية....

مــا رأيـك بـالـموقـع